المقالات

هل ستحسم نتائج إنتخابات (٢٠٢١) أسم رئيس الوزراء الجديد؟

1638 2021-05-30

 

إياد الإمارة ||

 

▪️تجربتنا الديمقراطية  لا تزال في المهد بعد عهد قاسي جداً حكم فيه العراق نظام شمولي ديكتاتوري لا يؤمن بالحوار ولا بالمشاركة ولا يجيد سوى منطق القوة الغاشمة التي تفتك بالآخرين على أساس المعتقد، والقومية، والمناطقية، البعث لم يكن سوى سلطة رجل واحد طاغ ومستبد متعطش للدماء لا يرى إلا نفسه في كافة المشاهد: السياسية، والثقافية، والإجتماعية، وحتى الفنية والرياضية، وكما يقول نجله الأصغر قصي: الرمز واحد وهو صدام حسين!

تصوروا انهم كانوا منزعجين من شهرة فنان أو رياضي، حتى إن صدام لم يرق له أن يقرن لمرة واحدة بوزير دفاعه  ابن خاله وشقيق زوجته (عدنان خيرالله) فقرر تصفيته بطريقة كانت مكشوفة للجميع.

بعد هذا العهد الدموي الذي كان فيه الحائط يسمع ويرى ويشي بالعراقيين لدوائر الأمن الصدامية الإرهابية دخلت علينا الديمقراطية بلا مقدمات ليكتب لنا دستورنا بعض مَن ليس لديه مؤهل علمي يؤهله لهذه المهمة الخطيرة، وكُتب الدستور وصوتنا عليه مرغمين وإنتخبنا على إعتبار واحد كان الوطن من ضمنه لكنه خرج منه قسراً ولم يتحقق لنا ما كنا نصبوا إليه وكل ما تحقق نزر يسير لا يسد الرمق.

ولكن يبدو أن هذا الوليد الذي لا يزال في المهد صبياً كسيحا (الديمقراطية) لم يرق لبعض مراكز قوى البلد التي لن أُسميها الآن فقط لتعود بنا من جديد لآلية التنصيب بدلاً من خيارات الديمقراطية وما تفرزه صناديق الإقتراع!

وإن كان هذا التنصيب على حساب الشعب..

صحيح إن ديمقراطيتنا توافقية تحسم نتائجها ثلاث قوى رئيسية (شيعية، سنية، كردية) وصحيح أيضاً إن هذه الديمقراطية قسمت دون إتفاق موقع عائدية الرئاسات الثلاث في الدولة فأعطت الشيعة رئاسة الوزراء والسنة رئاسة البرلمان والأكراد رئاسة الجمهورية، مع ذلك فقد كانت تحسم إختيارات المكون الواحد نتائج صناديق الإقتراع وليس بدعة التنصيب التي أُبتلي به الشيعة فقط..

السيد العبادي لم يفز هو شخصاً بالإنتخابات التي أصبح بعد نتائجها رئيساً لمجلس الوزراء وكان فوزه بعبائة السيد المالكي، والسيد عادل عبد المهدي لم يشترك أساساً بالإنتخابات التي أصبح بعد نتائجها رئيساً لمجلس الوزراء الرجل لم ينقسم مع إنقسام المجلس الأعلى وأعتزل العمل السياسي وكتب مقالاَ كشف فيه عن عدم قبوله بأي منصب بما في ذلك رئاسة الوزراء تحديداً وإن عُرض عليه ذلك!

أما السيد مصطفى الكاظمي  فهو الرئيس المنصب الثالث الذي لم يشترك بإنتخابات سابقة ولم يكن من ربابنة العمل السياسي في العراق بعد العام (٢٠٠٣).

كل ذلك يؤكد وجود (بدعة) التنصيب في ديمقراطيتنا العراقية التي لا تزال بعد قرابة عقدين من الزمن في (الكاروك) ويا هو يجي يهز بيها بكيفه وحسب مزاجه.

إذاً فهي بدعة (التنصيب) ولا خيار ديمقراطي يصمد أمامها مهما أفرزت صناديق الإقتراع من نتائج!

وهكذا يبدو المشهد الحكومي القادم في العراق بما لا يقبل الشك بوجود قوى مختلفة ترى انها وصية علي العراقيين وإن العراقيين (الشيعة بالذات) قُصّر ولا يملكون من أمرهم شيئاً إن اختاروا وانتخبوا فهذا لن يُغير من حقيقة التنصيب القائمة فعلاً!

كل ما تحدده صناديق الإقتراع هو حصص مناصب ثانوية في تشكيلة الحكومة لا ترقى إلى مستوى الوزارات السيادية والمناصب الحساسة الأخرى في الدولة!

فما جدوى الإنتخابات؟

وقبل الإجابة على هذا السؤال أنا أُشدد على دعوتي بوجوب المشاركة الواسعة والواعية في هذه الإنتخابات وسأبين سبب ذلك مع جدوى الإنتخابات.

المشاركة في الإنتخابات تقلل من حجم الأضرار الناجمة عن بدعة التنصيب، هي قد تفرض في بعض الأحيان ما يحد من مساوئ التنصيب وتضع (النصابين) أمام بعض خيارات الناس .. تضطرهم لأن يستجيبوا لما يريده الناس وإن كان ذلك بمستويات متفاوتة.

لذا مع بدعة التنصيب لننتخب بوعي.

 تجدر الإشارة إلى ان العراقيين لا يتحملون تبعات بدعة التنصيب أمام أنفسهم وأمام الأجيال القادمة وقبل ذلك كله أمام الله تبارك وتعالى..

النصابون وحدهم مَن يتحمل تبعات هذه البدعة أمام العراقيين وأمام التاريخ وقبل ذلك كله أمام الله تبارك وتعالى..

وأعود لأُكرر بأن علينا أن ننتخب بوعي ولا نترك المجال مفتوحاً لأن (ينصبوا) علينا كما في كل مرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك