المقالات

الاغلبية السياسية ام النظام الرئاسي ؟


 

✒️ عمر ناصر * ||

 

يوماً بعد يوم نرى اغلب الاحزاب والتيارات السياسية تزداد تشظياً وتفككاً سواء كانت كتل سنية او شيعية، اسلامية كانت ام مدنية نستثني من ذلك طبعاً الكتل الكوردية التي لازالت تحافظ على توازناتها واستقرارها السياسي نوعاً رغم امكانية وصفهم بعصى الخيزران التي هي صلبة من الخارج وخاوية من الداخل متماسكة امام بغداد رغم عمق الخلافات بينهم ، على عكس الاحزاب السياسية من دول العالم المتقدم التي تزداد تماسكاً وتمازجاً وانصهار كلما اقتربت الانتخابات التشريعية بسبب المنافسة في خلق البرامج التنموية التي تزيد من تماسك تحالفاتها امام منافسيها .

الكل يعلم ان نواة اغلب الاحزاب الاسلامية الشيعية قد ولدت من رحم مدرسة السيد محمد باقر الصدر والاحزاب الاسلامية السنية خرجت من رحم مدرسة حسن البنا ورغم ذلك فأن الانقسام بات سيد الموقف ولم يأتي بشيء جديد سوى انها عبارة عن عملية نسخ ولصق لنفس الافكار والمبادئ التي انثبقت من رحم امهاتها ، والواقع يشير الى ان الجزء الاكبر من الضرر والتفكك قد اصاب الاحزاب الاسلامية ولم يصيب الاحزاب المدنية والعلمانية لكونها اصلاً لازالت مصابة بفقر نضوج الاهداف وتوحيد القرار والقيادة ، بل بسبب وجود الأنانية بين صفوفهم واعتقادهم بأن كلُ منهم له الاحقية بالزعامة لشعور اغلبهم بأنهم قادة مثل رؤوس مزرعة البصل دون التفكير بمواصفات الادارة وجرأة القرار والقيادة !!!

لم نجد اي تغيير نوعي او جذري الا ماندر ولا نجد اختلاف في طرح المشاريع والافكار والاهداف الواقعية الا القليل التي تتناغم مع مزاج طبقة معينة من الجمهور لكنها تختلف مع الطبقة الاخرى لان الخلفية السياسية والايدلوجية للكثير منهم عبارة عن نسخة وندوز كلاسيكية تتخذ برنامجاً ومساراً ولوناً واحد لم يطرأ عليه اي نوع من التحسينات بل ولم تلعب عوامل الزمن دوراً في اجراء التحديث لأحتواء اكبر قدر ممكن من المذاقات الشعبية او السياسية سعياً لجذبها وصهرها في بوتقة واحدة لكي تلبي طموح اكبر قدر ممكن من المؤيدين كتمهيد للحصول على الدعم والتأييد المطلق .

الكل يعلم ان المرونة والانصهار مع الحداثة ومواكبة الافكار المتقدمة هي الوسيلة الانجع للانتشار لاجل المحافظة على ثبات ودعم الموالين لمنظري الايدلوجيات الرئيسية التي انبثقت منها التيارات والاحزاب الفرعية لذلك نجد اليوم ان الدول المتقدمة تسعى جاهدة لتكثيف استطلاعات الرأي قبيل كل انتخابات تشريعية لكونها مسألة في غاية الاهمية من باب تحسين جودة التخطيط والتنفيذ وايجاد خطط استباقية ناجعة لوضع الحلول العملية تتلوها خطوات حثيثة وجادة لمطاردة واصطياد ما يفكر به المواطن من احتياجات وخدمات ، اي بمعنى اتخاذ استراتيجية ذكية للوصول الى تفكير وعقول الناخبين ليتسنى للقيادات الحصول على قاعدة واسعة موثوق بولائها بعيداً عن استخدام المال السياسي او الدجاج المحشي والبطانيات . 

المشهد السياسي اليوم يذكرني بذلك الشخص الذي يعاني من الشخير المزمن والذي استنفذ جميع الحلول في معالجة هذه المشكلة حتى اضطر الى اجراء اكثر من عملية جراحية ، اما الانشقاقات وسحب الجمهور والالتحام مرة ثانية وارجاعهم لحضيرة التحالفات موضوع بامكاني وصفه ( بالزوجة الزعلانة ) سرعان ماتجمع اغراضها لتغادر المنزل بعد كل مشاجرة حامية الوطيس مع زوجها والقياس مع الفارق طبعاً ، فهذا يشبه الى حد كبير تحالفات الاحزاب السياسية (الشيعية الشيعية ) او ( السنية السنية ) التي لم تستطيع ان تتسابق للاهتمام بوضع الحلول الا في اوقات الطوارئ والازمات او قبل كل انتخابات فتجد التصدع وانعدام الثقة يفرضا نفسهما بقوة ناهيك عن التسقيط المنهج ظاهراً او باطناً من بعض الفضائيات المؤدلجة .

ان اتخاذ قرار تجزئة المجزء دون التفكير بحجم وعِظم التحديات هو سلاح ذو حدين فأما ان يكون حالة صحية يتزايد فيها التنافس السياسي المشروع او قنبلة نووية تهدد بنسف العملية السياسية برمتها التي بذل الكثير من صناع القرار جهود استثنائية للحفاظ عليها، لذا استطيع وصف ذلك الانقسام بأنه تقصير وتنصل واضح عن مسؤولية ترميم اللحمة الوطنية وتدمير شامل لجميع المشتركات التي تدفع بأتجاه بناء دولة المؤسسات، وينبغي الان تنظيف حدقة العين من شوائب الغبار وانهاء حالة التشرذم السياسي لجمع الفرقاء السياسيين تحت مظلة واحدة تؤمن بالتعددية والمساواة والعدالة الاجتماعية في بادرة ايجابية لخلق ارادة سياسية وقرار حازم اما بالتحول الى النظام الرئاسي الذي ينهي جميع الخلافات والمساومات السياسية من اجل نجاح وديمومة التحالفات المستقبلية او البقاء على النظام البرلماني والخروج من التقوقع المحاصصاتي المستهلك لأعادة بناء عملية سياسية نقية يتخذ فيها القرار بالاغلبية السياسية !

انتهى ...

 

خارج النص / الاغلبية السياسية عنوان فضفاض له اطر واليات نموذجية تستحق مراجعتها !!!

 

/ *كاتب وباحث في الشأن السياسي🔍

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك