المقالات

كان حلما..وأصبح وهما

1538 2021-03-21

 

 خالد القيسي ||

 

          من الصعب على من تاه أمله

         ان يكشف ضعفه لما أكثر ما يؤلمه

               حتى غشاوة من الظلام نزلت على عينه

في غرفة المكتبة تسهر الى وقت متأخر لتنضد مقال لا يتعامل معه الآخرون كما ينبغي ، تشعر بالصدمة وترى نفسك لا تعرف لما تقول وما تقول لمشهد قد تراه غريب لاوراقك المبعثرة وغزارة عرقك ، قد تنسى لفترة تحاول التخلص من علاقة ما ترسم من صور عالقة في الذهن لا تلبي ما يدور في نفسك ، ولا تستجيب لمشاكل مجتمع غارق في السلبية ، فترمي همومك الى منفضة السكائر المليئة بالاعقاب والرماد ، وتتسعت الهوة بينك وبين هذه العلاقة بكل خطاياها وتحجب بستارة سوداء لا تجذبها رائحة الأرض الطيبة.

تتخدر يداك وتتراخى عن مسك القلم حين  تبدء تنخر في افكارنا الكثير من الاوهام ونخاف من شيء مجهول من وضع بلاد مرتبك ، وكثرة مشاكله تجبرك للخروج والسفر الى اي من بلاد الله الواسعة تستوعبك في وضع جديد ربما لا يمكن إصلاحه بسهولة.

من الؤلم ان تبيع دارك ومكتبتك لجمع مال يساعدك في رحلة مجهولة تسبقها رحلة مكوكية على السفارات لفيزة الهجرة ، وتسأل نفسك عندما تطأ قدماك ارض غير ، هل انت لاجيء سياسي ام فار من العيش في متاهات بلادك ؟

اذا لم تكن مرتاح في بلادك ، فكيف في بلاد لاتعرف منها سِوى الهدوء والنظافة ، لا تعرف اللغة ولا العادات ولا التقاليد ، ولا ترى السعادة حتى في هذا الافق االمتاح مغطى بضباب يلف حركته ! ولذا طار الكثير من عصافير بلادي الحالمة الى بعيد وفزعت عائدة بما وجدت من مجتمع ذات شعور قاسي لتعود ادراجها الخائبة الى الداخل .

بعد ان تعقد طموحها واحست بالانكسار لتبقى طول عمرها تعانق الالم والضيق ، كان حلما .. واصبح وهما .. وليس امامها سوى الغوص في جحيم الوطن في صراع الخير والشر في عودة الى الفشل والايام العصيبة في ضربات قوية على الرأس ، أو عزلة اجتماعية بعيدة عن  تناقضات الحياة التي توقعها في دوامة المشاكل.

يدرك الجميع ليس في العراق وحده لا تجري الامور حسب القانون ، وانما بلدان العرب عموما لم يفهم البعض ما الذي يجري ، نغضب وننفعل ونحس بخيبة كبيرة في تفعلنا مع الشخصيات والاحداث ولا نلوم الا انفسنا في عدم ازاحة الاحمال الثقيلة عن كاهلنا ، وهذا هو سر آهاتنا وسر أحزاننا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك