محمد السعبري ||
يجادل الدارسون أن الجروح النفسية تنتج عن سنوات من العنف والحزن والألم والاحساس بأن الطرف كان ضحية ، والغضب والرغبة في الثائر لابد أن يعترف بها الاطراف الخارجية بما ان ذلك الطرف الاخر
ويقترح الاخرون أن عملية التوفيق ، حتى تصبح فعالة ، تستدعي عملية تضميد جماعي ، بل حتى غفران سوء افعال الخصم.
وثمة عناصر ضرورية لتضميد الجروح ، منها الاعتراف بألام ومعاناة المجموعة الاخرى ، ومساعدة أعضائها على اختيار تجاربهم الأليمة تحت ظروف أكثر أمانا ودعمهم في تأبين خسارتهم والتاكيد على تجربة الألم واللوعة التي مروا بها واظهار التعاطف والدعم وبدوره ، يخلق تضميد الجراح مساحة يمكن من خلالها تقديم وقبول المغفرة
وتعد المغفرة ذات أهمية خاصة في حالات المسؤلية غير المتساوية حين ينظر إلى طرق على أنه مسئول عن اندلاع الصراع والعنف أو استمراره وترمز المغفرة إلى الابتعاد النفسي عن الماضي
وينظر بعض الدارسين إلى إعادة البناء الجماعي للماضي على أنه عنصر اساسي في التوفيق ويرون في عملية التضميد والمغفرة ولا سيما في المجتمعات شديدة الأنقسام ، عملية صعبة للغاية ، إن لم تكون مستحيلة.
أن التوفيق لا يدور حول غفران الأفعال الفضيعة التي ارتكبت في سياق التميز العنصري او الطائفي او القومي ، لكنها تدور حول كيفية مشاركة الجميع في بناء مجتمع جديد.
احترامي
https://telegram.me/buratha