المقالات

الشهيدان سليماني والمهندس مدخران من كربلاء المقدسة وخيارهما الشهادة

1083 2021-01-01

 

✍️ إياد الإمارة ||

 

▪ «الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة اوليائه»..

الممتبع لسيرة الشهيدين العظيمين سليماني والمهندس رضوان الله عليهما يلاحظ بوضوح تام ان الشهيدين إختارا طريقهما إلى الجنة منذ نعومة اظفارهما، ومضيا فيه حتى ابيضت لامتاهما في سبيل الله.

كانا على هذا الطريق في مختلف مراحلهما العمرية وفي مختلف ظروفهما والظروف المحيطة بهما، لم تأخذهما في الله لومة لائم، كانا بسلوك واحد في سوح مقارعة الطواغيت والظالمين وفي حياتهما اليومية بين اهليهما واصداقائهما يعبدان طريقهما إلى الجنة.

واللافت للنظر في سيرتهما انهما تعلقا بالشهداء تعلقاً منقطع النظير عند مراقدهم، بين ذويهم، يتذكرونهم في مجالسهما ويذرفون الدموع عليهم، وانهما مع الجرحى والمعوقين يعودوهم بمناسبة وبغير مناسبة يطببون جراحاتهم..

لقد إختارا طريقهما وعبداه بعقيدة راسخة وإيمان صلب وإرادة قوية وصبر جميل.

كربلاء الحسين عليه السلام المقدسة ليست مجرد معركة خالدة إنتصرت فيها إرادة الحق على إرادة الباطل، وسطر فيها الكربلائيون الأفذاذ تحت لواء الحق أروع ملاحم الولاء والبطولة والتضحية، كربلاء المقدسة هي مدرسة الإسلام الأصيل التي أسسها النبي محمد "ص":(حسين مني وأنا من حسين) وعمل فيها أئمة الهدى عليهم السلام من أمير المؤمنين علي وحتى قائم هذا الدين المنتظر الحجة أبن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.

لا ينتمي للإسلام المحمدي الأصيل بكل قيمه وتعاليمه السامية من لم يتخرج من مدرسة كربلاء المقدسة..

الشهيدان سليماني والمهندس رضوان الله عليهما من مدرسة كربلاء الحسين عليه السلام درسا فيها وتعلقا بها وجابا الفيافي يدعون الناس لها، حتى اختلطت دمائهما بدماء زهير وحبيب وعابس وبرير..

وشاء الله تبارك وتعالى أن تُقطع كف حامل اللواء سليماني كما قطعت كف نافذ البصيرة حامل اللواء قمر العشيرة العباس عليه السلام.

الإمتداد واحد، العقيدة واحدة، والنصر واحد، والشهادة واحدة.

الشهيدان سليماني والمهندس رضوان الله عليهما  أداما نصر العصر الذي صنعاه إمام الأمة العظيم الخميني وشهيد الأمة الإمام محمد باقر الصدر رضوان الله عليهما، في صورة ربانية تتجلى فيها إرادة الحق تعالى بأن يكون الشعبان الإيراني والعراقي شعباً واحداً خلف قيادة واحدة يقاتلان الكفر والبغي والطغيان في خندق واحد من كربلاء الحسين عليه السلام المقدسة مروراً بالخميني والصدر وحتى سليماني والمهندس رضوان الله عليهم أجمعين.

في ذكرى إنتصارهما شهداء "سليماني والمهندس رضوان الله عليهما" يجب علينا أن نستذكر جملة من القيم والمفاهيم السامية التي تجعلنا نحث خطانا خلفهما عَلّنا نحظى بما حظيا به من فوز عظيم:

١. الشهادة نقطة عبور بين مرحلتين "إن الله أشترى.." فمن يبيع؟

ولهذا البيع مقدمات يجب القيام بها قبل أن يتحقق عقد هذا البيع الرابح..

٢. الحياة مجموعة قيم ومثل "قال إني جاعل في الأرض خليفة.." وبدون هذه القيم والمثل لا قيمة لهذه الحياة، إذ يتجرد الإنسان عن آدميته ويصبح أكثر ضلالة من الأنعام..

٣. لقد خلقنا الله تبارك وتعالى أحراراً والعبودية له وحده سبحانه وتعالى لا يشاركه فيها أحد، لذا فإن من أرقى مظاهر توحيد الله أن نكون أحراراً في هذه الدنيا..

نحن أتباع أهل بيت العصمة والطهارة موحدون قولاً وفعلاً ونحن على طريق المقاومة..

٤. مَن كان مع الله تبارك وتعالى كان معه، لا يرعبنا قلة عددنا وكثرة عدونا، وتظاهر الزمان علينا، مؤمنون بأن النصر من عند الله، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، وقاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم،...

٥. من عبادتنا أن ننتصر للمظلومين بوجه الظالمين في كل مكان من العالم، لا توقفنا الحدود الجغرافية ولا الأُطر القومية أو الدينية أو المذهبية، نحن مع الحق مهما كانت التضحيات وضد الظالم مهما كانت العقبات، هذا ديننا وهذه عقيدتنا.

 

مرة أخرى، السلام على الشهداء السعداء..

السلام على الشهيدين العظيمين سليماني والمهندس رضوان الله عليهما..

ياليتنا كنا معكما فنفوز فوزكما العظيم.

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك