المقالات

الشهيدان سليماني والمهندس مدخران من كربلاء المقدسة وخيارهما الشهادة

1216 2021-01-01

 

✍️ إياد الإمارة ||

 

▪ «الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة اوليائه»..

الممتبع لسيرة الشهيدين العظيمين سليماني والمهندس رضوان الله عليهما يلاحظ بوضوح تام ان الشهيدين إختارا طريقهما إلى الجنة منذ نعومة اظفارهما، ومضيا فيه حتى ابيضت لامتاهما في سبيل الله.

كانا على هذا الطريق في مختلف مراحلهما العمرية وفي مختلف ظروفهما والظروف المحيطة بهما، لم تأخذهما في الله لومة لائم، كانا بسلوك واحد في سوح مقارعة الطواغيت والظالمين وفي حياتهما اليومية بين اهليهما واصداقائهما يعبدان طريقهما إلى الجنة.

واللافت للنظر في سيرتهما انهما تعلقا بالشهداء تعلقاً منقطع النظير عند مراقدهم، بين ذويهم، يتذكرونهم في مجالسهما ويذرفون الدموع عليهم، وانهما مع الجرحى والمعوقين يعودوهم بمناسبة وبغير مناسبة يطببون جراحاتهم..

لقد إختارا طريقهما وعبداه بعقيدة راسخة وإيمان صلب وإرادة قوية وصبر جميل.

كربلاء الحسين عليه السلام المقدسة ليست مجرد معركة خالدة إنتصرت فيها إرادة الحق على إرادة الباطل، وسطر فيها الكربلائيون الأفذاذ تحت لواء الحق أروع ملاحم الولاء والبطولة والتضحية، كربلاء المقدسة هي مدرسة الإسلام الأصيل التي أسسها النبي محمد "ص":(حسين مني وأنا من حسين) وعمل فيها أئمة الهدى عليهم السلام من أمير المؤمنين علي وحتى قائم هذا الدين المنتظر الحجة أبن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.

لا ينتمي للإسلام المحمدي الأصيل بكل قيمه وتعاليمه السامية من لم يتخرج من مدرسة كربلاء المقدسة..

الشهيدان سليماني والمهندس رضوان الله عليهما من مدرسة كربلاء الحسين عليه السلام درسا فيها وتعلقا بها وجابا الفيافي يدعون الناس لها، حتى اختلطت دمائهما بدماء زهير وحبيب وعابس وبرير..

وشاء الله تبارك وتعالى أن تُقطع كف حامل اللواء سليماني كما قطعت كف نافذ البصيرة حامل اللواء قمر العشيرة العباس عليه السلام.

الإمتداد واحد، العقيدة واحدة، والنصر واحد، والشهادة واحدة.

الشهيدان سليماني والمهندس رضوان الله عليهما  أداما نصر العصر الذي صنعاه إمام الأمة العظيم الخميني وشهيد الأمة الإمام محمد باقر الصدر رضوان الله عليهما، في صورة ربانية تتجلى فيها إرادة الحق تعالى بأن يكون الشعبان الإيراني والعراقي شعباً واحداً خلف قيادة واحدة يقاتلان الكفر والبغي والطغيان في خندق واحد من كربلاء الحسين عليه السلام المقدسة مروراً بالخميني والصدر وحتى سليماني والمهندس رضوان الله عليهم أجمعين.

في ذكرى إنتصارهما شهداء "سليماني والمهندس رضوان الله عليهما" يجب علينا أن نستذكر جملة من القيم والمفاهيم السامية التي تجعلنا نحث خطانا خلفهما عَلّنا نحظى بما حظيا به من فوز عظيم:

١. الشهادة نقطة عبور بين مرحلتين "إن الله أشترى.." فمن يبيع؟

ولهذا البيع مقدمات يجب القيام بها قبل أن يتحقق عقد هذا البيع الرابح..

٢. الحياة مجموعة قيم ومثل "قال إني جاعل في الأرض خليفة.." وبدون هذه القيم والمثل لا قيمة لهذه الحياة، إذ يتجرد الإنسان عن آدميته ويصبح أكثر ضلالة من الأنعام..

٣. لقد خلقنا الله تبارك وتعالى أحراراً والعبودية له وحده سبحانه وتعالى لا يشاركه فيها أحد، لذا فإن من أرقى مظاهر توحيد الله أن نكون أحراراً في هذه الدنيا..

نحن أتباع أهل بيت العصمة والطهارة موحدون قولاً وفعلاً ونحن على طريق المقاومة..

٤. مَن كان مع الله تبارك وتعالى كان معه، لا يرعبنا قلة عددنا وكثرة عدونا، وتظاهر الزمان علينا، مؤمنون بأن النصر من عند الله، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، وقاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم،...

٥. من عبادتنا أن ننتصر للمظلومين بوجه الظالمين في كل مكان من العالم، لا توقفنا الحدود الجغرافية ولا الأُطر القومية أو الدينية أو المذهبية، نحن مع الحق مهما كانت التضحيات وضد الظالم مهما كانت العقبات، هذا ديننا وهذه عقيدتنا.

 

مرة أخرى، السلام على الشهداء السعداء..

السلام على الشهيدين العظيمين سليماني والمهندس رضوان الله عليهما..

ياليتنا كنا معكما فنفوز فوزكما العظيم.

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك