خالد القيسي||
العمر يرحل بخطى سريعة ، المال يذهب ، ألشباب يذبل ، وألثروة إذا إمتلكتها تبقى ورائك في حساب ألباقين وألوارثين .ذهب ألكثير ولم يبقى إلا ألقليل مما تعتد به لما تبقى.
البعض لعب أدوار بالعرض والطول في سنين حياته ألقصيرة ، لم يعبأ لحال دنيا متغيرة ودهر متقلب ألمزاج .
ألنهاية أن ترتدي الملابس المخططة في دار المسنين وألعجزة ، بعد أن يتخلى عنك من كان كدك وتعبك لهم ، ومن كنت ترعاهم وشملتهم بعطفك وعنايتك.
تشعر بالراحة في المكان قبل الاخير هنا لحسن العناية المفقودة في بيتك ، أو تودع الى مثواك الاخير محمولا بسواعد اصحابك واحبابك ، وأحيانا يتخلى عنك حتى من حسبتهم كذلك !
تعد حساب ألايام وألليالي في تقليب أوراق مفكرة خاوية لتواجه الحقيقة ، رصيدك ممسوح في البحث عن ضالتك السمراء مذ كنت مراهقا ، ندمت كثيرا لفقدها وحسرة كبرى عندما لم تعثر عليها ، لم تبقى سوى الذكريات المعذبة للروح وللقلب الذي لم يقدر قيمتها الا من غيبته الغربة واكتملت حياته في سجون الرهبة!
ذهبت الى المجهول .
حائر انا
افتش بين الحقول
لألقط بقايا جدائل شعرها المنثور.
أبحث واَدور وأعود خائبا
أرسم ملامح وجهها ألخجول
على الصخور
في نهاة محزنة .
ألقط أنفاسي بحسرة إحساسي بالوحدة في زوايا مهملة من ما مر في حياتي من خطوات متلونة مختلطة بالحزن والسعادة والبرم والحاجة ، وانا مطيع لخطوات الكسوف وراضى بما طلعت عليه شمسي واختص بي .
ما سلكناه لم يكن برضى منا بمعرفة الهموم والاوجاع والظروف التي اوصلتنا الى الضعف ، لتمنحها لغيرنا في تحقيق الطموح وربما تنتهي لتعود من جديد ، ونبحث عن نفق نمر منه لفتح الابواب المغلقة.
https://telegram.me/buratha