المقالات

الإعلاميون والضوابط الاخلاقية

1215 16:57:00 2008-03-13

( بقلم : علاء الخطيب )

إن أهم ما يميز الإعلامي الناحج الدقة والموضوعية والضوابط الأخلاقية والمهنية وبعكس ذلك توصف بعض الأنشطة الإعلامية بـ ( الخارجة عن الحدود والقواعد الأخلاقية ) وتشير وثيقة صادرة عن الأمم المتحدة بضرورة صدق الاخبار ودقتها وعدم تحريف الحقائق ونبذ الشخصنة والمردود المادي على حساب الصالح العام وإدانة التشهير والقذف والاتهام بالباطل وانتحال آراء الغير .

والمراقب للإعلام العربي سواء على صفحات المواقع الالكترونية أو الفضائيات وعلى وجه الخصوص العراقية منها يتضح له بجلاء أن هذا الإعلام ينقصه قدر من العقلانية والوسطية والضوابط الاخلاقية, ولاريب أن الإعلام الذي تعوزه الضوابط الإخلاقية يشكل خطرا ً فعليا ً على المجتمع , كما أنه يقوض الثقة في هذه المهنة, ومن المعلوم لدى منظـَّري الإعلام أن مبادئ الأخلاق المهنية تستمد من المدارس الفكرية والايدلوجيات التي يتبناها الاعلامي نفسه. لذا حينما ينهض الاعلامي بمهامه المختلفة يُقيم علاقات وصلات كثيرة أولها علاقته بـ (الكلمة ) و بمصادره الإخبارية ومع المحيط الذي يتبنى الكتابة له وأخيرا ً مع العقل الانساني, ومن خلال هذه العلاقات فأن الاخلاقيات المهنية تتضح شيئا ً فشيئاً , ولا يُطلب من الإعلامي الحيادية بل يراد منه الموضوعية والمهنية, فعلاقة الكلمة بالإعلامي يجب أن لا ترتبط بقناعاته الذاتية وميوله الشخصية ولا حتى بميول مؤسسته الإعلامية, بل يجب أن يكون مع إنسانيته أولا ً, لكون الإعلامي والصحفي إنسانٌ شاهدٌ على الزمن الذي يعيش فيه فعليه أن لا يقبل أن يكون شاهد زور لذا من أبسط الاخلاقيات الإعلامية هي إحترام عقل المتلقي وعدم الإساءة لمشاعر الآخر والمتابع للغة الإعلامية في بعض المواقع والفضائيات العراقية يصطدم بلغة موتورة وألفاظ سوقية وتصل أحيانا ً الى السُباب والشتائم وإثارة الكراهية وتأليب المشاعر , فيتخلى الإعلامي عن أخلاقه وإنسانيته وذلك بفعل حمْلـَهُ لثقافة ( الضد) , ومن المعلوم أن لإعلامي يتجلى في تعابيره والفاظه ويعكس صورة الايدلوجية التي يؤمن بها وعليه إحترام ما يحمل من قيم ومبادئ , فاليوم تعج الساحة الإعلامية العراقية بنوع من الإعلاميين الذين يدوسون أخلاقيات المهنة بمناسبة أو غير مناسبة , وعند كل فرصة من شأنها أن تؤدي الى تشويه صورة الأنسان العراقي والمجتمع العراقي والأساءة الى رموزه وثقافته , وتتغير المعادلة الإعلامية لدى إعلاميينا فبدلأ من أن يبحث الصحفي والإعلامي عن الإثارة البعيدة عن التجريح والقذف وأشاعة ثقافة الحب كما يفعل زملاءهم الإعلاميين في دول العالم المتحضر تراه يلهث وراء كلما هو قبيح ومثير للأشمأزاز والكراهية , وما تبثه قناة ( الجزيرة والشرقية ) على سبيل المثال إلا نموذجا ً حيا ً لغياب الأخلاقيات الإعلامية وما يكتبه ويعرضه البعض في مواقع (السُباب والشتائم ) ما هو إلا دليل على تدني مستوى الأخلاق عند هؤلاء وعلى سبيل المثال لا الحصر ( رأيت في أحد المواقع العراقية يوما ما وعلى صفحة منوعات صورة منشورة بغير مناسبة ولا موضوع ويظهر في الصورة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي خلف الشيخ الوائلي ومجموعة من العراقيين المقيمين في سوريا وهي في سنة 1994م في تشيع أحد العلماء وقد رفعوا المشيعيين صوره وهو ( الكلبايكاني) و في دمشق وقد علقوا على الصورة بالتعليق التالي (رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تشييع الخميني في طهران ) والجميع يعلم ان الشيخ الوائلي لم يذهب الى إيران مدة إقامته خارج العراق , والغرض من التعليق واضح وقد بعثت لهذا الموقع رسالة وكان في ظني أن خطأً قد وقع إلا أن الموقع لم يرد وللعلم فأن أصحاب الموقع من الصحفيين المعروفيين على الساحة الاعلامية العراقية وأسجل هنا مسأله مهمة

انا لست من المدافعيين عن السيد رئيس الوزراء أو عن الحكومة العراقية ولكن للحقيقة أقول فقط ,ناهيك عن المقالات المسيئة للرموز الدينية والوطنية , وقد تحول الجدل بين البعض الى سجال وثأر شخصي وإتجاه معاكس بالطريقة العراقية وبالفاظ فاحشة و قذرة ولا مانع من الرأي والرأي الآخر ولا حتى من الصراع المؤدي الى تلاقح الأفكار والمنتج للجديد على أساس المنطقية لا التشاتمية , والادهى والامر من كل هذا يوصف أصحاب بعض المقالات بالكتاب والصحفيين والاعلاميين وتتعدد الالقاب , والاغرب من كل ذلك هو التحاق بعض الفنانين المحترمين الذين حفروا صورا ً جميلة في الذاكرة العراقية وسجلوا إنجازاتهم في سجل الوجدان الشعبي العراقي يعرضون هذا التاريخ الى الابتذال والتدمير و(الامبراطور) نموذجا ً , والمتابع للدراما السورية مثلأً يلاحظ ان الفنانيين السوريين قد رسخوا صورة جميلة للمجتمع والإنسان السوري في عقل الانسان العربي بعكس بعض صانعي ومروجي التهريج في قنواتنا الفضائية, ولا أريد الاسهاب في هذا الموضوع فأشكالية تنقية اللغة الإعلامية والفن من الالفاظ السوقية والابتذال مسؤولية المثقفيين والإعلاميين والفنانيين الملتزميين بالمهنية , فمن وجهة نظري أن لا حيادية في الاعلام وليس المطلوب من الإعلامي الحيادية بل المهم هو المهنية والموضوعية في تناول الأحداث , والنقد المفضي للتقويم والتطويروالارتقاء بالإنسان وعقله, وبالتالي تبقى الدعوة مفتوحة لحرية الإعلام وحرية الرأي دون الإساءة والتعريض والمساس بحرية الآخرين .

علاء الخطيب/ أكاديمي عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك