المقالات

العراق مابين الكان واليكون في حلقات – 5

1112 14:56:00 2008-03-13

( بقلم : محمد حسين )

وبعد إنتصار الثورة الأسلامية في إيران ، بدأ النظام البائد في شن الهجمات العنيفة من إعتقالات وإعدامات شملت العديد من قيادات وكوادر حركات التحرر العراقية والمعارضة للنظام ، الأمر الذي أجبر الكثير من المعارضين الى السفر والهجرة الى الخارج مع بقاء وإستمرار البعض الآخر منهم في داخل الوطن لمواصلة مسيرة التحرير والخلاص من النظام العفلقي .

ضاقت الأمور على الشعب العراقي من خلال منهجية النظام البعثي في إدارة الدولة فسحقت الأكثرية مثلما سحقت كل الأقليات الأخرى دينية مذهبية كانت أم قومية ، فأستمر الجميع وواصلوا الرفض والمقاومة والعمل ضد النظام ، فأشتعلت إنتفاضات عديدة كأنتفاضة صفر المجيدة وإنتفاضة رجب التي شملت وسط العراق وجنوبه الى جانب العمليات المسلحة التي كانت تشنها الحركات والأحزاب الكردية في كردستان العراق .

ولعدم تكافؤ الطرفين في المواجهة من حيث الكمّ والعدّة فقد كانت تواجه كل تلك العمليات بأشع أساليب التعسف والقمع ، إلاّ إنها ظلت مشتعلة الحماس والعزم والأصرار لدحر تلك العصابة المتسلطة على رقاب الشعب ، فتواصلت الأنتفاضات الجديدة والتي كانت أبرزها إنتفاضة 15 شعبان الخالدة عام 1411هـ المصادف سنة 1990مأثر إنهزام جيش العراق المجبر والمكره على غزو الكويت ، فلقد كانت هذه الانتفاضة شاملة حيث جمعت كل العراقيين بمختلف قومياتهم وأديانهم ومعتقداتهم وأفكارهم ، والذي فجّر الأتفاضة وشارك فيها وسقاها بدمعه ودمه هو الشعب كل الشعب .

ففوجىء العالم وخاصة العربي منه بهذه الأنتفاضة المليونية التي إنفجرت في الشوارع والأسواق والأزقة و التي كان يصفه البعض بالشعب الجامد والمستسلم للواقع الظالم المعاش وعدم قدرته للنهوض بأيـّة عملية رفض للتعدي على حقوق الشعب والطغيان الحكومي ، من غير مشاهدة الظروف والملابسات والأمكانيات المتاحة آنذاك للناس .

وهكذا اُوهِموا العديد من الشعوب والأنظمة العربية والعالمية بأن العراقيين لايتمكنوا بالأطاحة بالنظام البعثي وغير مهيأين لثورة شعبية شاملة تضم العراق كل العراق ،غير أن إنتفاضة صفر أثبتت للعالم بأسره بأن العراقيين وبكل قومياتهم وأديانهم أهلا للرفض وأهلا للمسؤولية والخروج على النظام الجائر .

فكانوا يطالبون بالحرية والحكومة العادلة التي تؤمِن بالتعددية الحزبية والديمقراطية و التي تكفل حقوق الشعب وتعيد بناء كل مادُمّر، وكان هدفها هو التغيير الحضاري الشامل في العراق الذي يلغي كل أنواع القهر والحرمان والكبت في كل مجالاته الأنسانية والفكرية والعقائدية والذي يضمن بالتالي حقوق جميع تشكيلات المجتمع العراقي الملوّن الزاهي

..... / يـتـبـــع :-

مـــحـــمّـــد حـــســـيـــنwww.aliraqaljded.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك