المقالات

الامتحانات التمهيدية والفرصة والإجراءات المناسبة

1422 14:37:00 2008-03-12

( بقلم : علي جاسم )

عانى النظام التعليمي منذ مطلع الثمانينيات من الإهمال المتعمد والتخريب والتدمير ما عانى حتى أصبحت الشهادة الدراسية ليست بالقيمة ذاتها خلال فترة التسعينيات وكذلك لم يعد الطالب والمعلم هما أنفسهما، وذلك لغياب الرقابة التربوية والإجراءات المتخذة لتفعيل العملية التعليمية وتنشيطها بل وحتى لمحاسبة المقصرين والمهملين والمتجاوزين مما جعل التعليم يصل الى ما عليه اليوم من شد وجذب ونجاحات بسيطة وإخفاقات كثيرة تحاول الوزارة الحالية الخلاص من تركتها الثقيلة والسيئة ولعل القرارات العجيبة العديدة التي كان يتخذها ( صدام المقبور) بحق قطاعي التربية والتعليم إضافة الى الأوضاع الاقتصادية والسياسية خلال الحقبة البائدة ساهمت بشكل كبير في تدني هذه العملية وانجرارها الى مستويات تكاد تقرب الى الصفر او نحو ذلك، ومن بين الجوانب التي تعرضت للإهمال وعدم الاهتمام حتى يومنا هي الامتحانات التمهيدية للطلبة الخارجيين ويقصد بها الامتحانات التكميلية للطلبة الذين لم تتح لهم الفرصة لإكمال دراستهم فتكون هذه الامتحانات للتعويض عليهم والمشاركة في الامتحانات الوزارية ويكونون في حال واحد مع طلبة الدراسة الصباحية والمسائية المستمرين بدوامهم.

وعلى الرغم من ان هذه الامتحانات تعتبر فرصة كبيرة للطلبة إلا أن العديد من الجوانب السلبية ترافق هذه العملية على مرأى ومسمع من القائمين عليها دونما ان يحاولوا تغييرها فأصبحت تضعف من هذه (الفرصة) وتقلل من أهميتها وتقف ورائها أسباب عدة منها عدم إلمام الطلبة بأهمية هذه الامتحانات وأخذ الاستعدادات المناسبة لذلك من قبلهم، فالطالب بصورة عامة لم يحاول مراجعة المواد الدراسية ضمن المنهج المقرر وهو الذين قد ترك هذه المواد لعدة أعوام كما ان المدرسين المراقبين غالباً ما يتهاونون ويتساهلون في أداء عملهم ومراقبتهم للطلبة الممتحنين ثم هنالك عملية التصحيح لدفاتر الطلبة والتي في معظم الأحيان لا تتم بطريقة صحيحة وسليمة من خلال إسنادها الى مدرسين غير مختصين بالمنهج الوزاري وهذا مما يؤدي الى ضياع حقوق الطلبة وحصولهم على درجات غير مستحقة وغير مساوية لجهودهم، وإذا ما تذكرنا ان اعداد الطلبة الذين كانوا يقدمون على هذه الامتحانات خلال العقود الماضية لا يتجاوز المئة طالب في حين ان مدينة الصدر لوحدها هذا العام قد شاركت بأكثر من (12) ألف طالب، وهذا يعني ان الطالب لا يهدف من خلال المشاركة بهذه الامتحانات سوى الحصول على (اسم الشهادة) ورفع قيمة راتبه، وهذا ما حدث فعلاً حينما أعلنت وزارة التربية نتائج الامتحانات التمهيدية فكان عدد المؤهلين لخوض الامتحانات الوزارية هو أربعة عشر طالباً فقط من مجموع (400)طالب في تربية الرصافة الثانية، ويقصد بالمؤهلين هم الطلبة المكملين بثلاث دروس فما دون وليس الطلبة الناجحين فقط وهذا يعني تضاءل وتناقص العدد!

بالتأكيد إننا لا نرجوا من الوزارة إلغاء هذه الخطوة وتفويت فرصة على الطلبة باللحاق بأقرانهم، ولكن ينبغي وضع آلية مناسبة وإجراءات ملائمة لإنجاحها بدلاً من الجهد الضائع عليها والمال المهدور والأحلام الوردية بالنجاح والتفوق!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك