المقالات

رئيس الوزراء نورى المالكي .. افعلها ولا تَتَرَدَدْ !!

1491 14:19:00 2008-03-12

( بقلم : عماد الاخرس )

طال أمد النقاشات والمفاوضات حول عودة وزراء الكتل المسحوبة من التشكيلة الوزارية مما أربك الوزارات العراقية والحق أضرار كبيره بمسيرتها وانجازاتها.  وأقولها من البداية .. إن انسحاب وزراء الكتل من وزاراتهم وبقائها بلا تعويض سريع هي السلاح المفخخ الأقوى الذي الحق وسيلحق ضررا كبيرا مباشراً أو غير مباشر بالعراق حكومةً وشعباً في ظل هذا الظرف العصيب وخصوصا إذا استمر موضوع ترشيح البديل على هذا المنوال المتذبذب غير المحسوم ..

 ومن هنا أبدأ مقالي ..  بالإشارة إلى تعليق الناطق باسم الحكومة العراقية الأستاذ على الدباغ على إن انسحاب وزراء جبهة التوافق والبعض من أحزاب القائمة الوطنية والتيار الصدري يتعلق بأمور قضائية و دستوريه.. انه اعتراف واضح باستحالة إقناع هذه الكتل بعودة وزرائها إلى الحكومة وإن الخلاف سيبقى قائما ومن الصعب جدا أن يُحْسَمْ وستبقى وزاراتهم شاغرة.. وهذا معناه استمرار فراغ الوزارات وعدم قدرتها على القيام بواجباتها وتنفيذ المهمات الملقاة على عاتقها بالشكل الصحيح .. وبالتأكيد هذا أمر تعرفه الحكومة وتحالفاتها ..

وهنا تبدأ أسئلتي لهم ..خلافاتكم ومناحراتكم أزليه ومستمرة لا تنتهي.. ما ذنب العراق وشعبه ليكونوا ضحايا لها مستمرين بدفع ثمنها .. ومن يتحمل المسؤولية المباشرة عنها وعن نتائجها .. وهل هذا الإضرار مقصوداً ؟ ألا يفسر استمرار بعضكم بالانسحاب من العملية السياسية محاولة لإرباكها والرغبة بالعودة بها إلى الوراء وتحديدا إلى نهج الحكم الدكتاتوري الفردي رافضين الأسلوب الديموقراطى في الحكم الحالي و ألا يخدم هذا جهات معينه حاقدة وأجنده خارجية ؟ إذا كانت الخلافات بينكم سياسيه بحته ..

لماذا لا يكون الحرص وإصلاحها من داخل العملية السياسية وهذا ما لجأت له بعض الأحزاب حاليا والتي لها خلافات وعدم رضا على العملية الانتخابية برمتها ؟ وإذا كانت الخلافات قضائية ودستوريه .. ألا تفهم الكتل المنسحبة إن شروطها لا تتعلق برئيس الوزراء وان إجرائها سيلحق ضرراً كبيراً بهذه المؤسسات التي عليها واجبات لابد من انجازها ؟ إن التفسير الحقيقي للانسحابات المتكررة للكتل ووزرائها هو رفضها الغير معلن للعملية السياسية الجارية وان رغباتها لا تنسجم مع رغبات الكتل الأخرى في مسيرة البناء للعراق الديموقراطى الجديد .. إذن .. لماذا لا تنسحب من العملية السياسية وتبقى في صف المعارضة (وأعنى السلمية وليس ألإرهابيه المسلحة) بدلا من محاولة إرباك مؤسسات الدولة بشكل له مردوده السلبي على العراق وشعبه ؟ وآخر أسئلتي .. إن الفترة لتعويض هؤلاء الوزراء قد طالت بشكل لا يطاق.. ألا توجد فقره بالدستور توضح الإجراء اللازم اتخاذه في هذه الحالة من قبل الحكومة وألا توجد فتره زمنيه محدده يسقط بعدها حق الكتل المسحوبة في ترشيح وزرائها.. و إن وجدت فلماذا التباطؤ في تنفيذها ؟

لذا على حكومة المالكي أن تََحْسم هذا الموضوع بشكل سريع وإلا فستعتبر شريكا لهذه الكتل في إرباك الوزارات.. وأمامها خياران لابد أن تباشر العمل فيهما.. إما الاستسلام لمطالب الكتل المنسحبة أو المباشرة بتعيين وزراء جدد.

إن الخيار الأول يتطلب تدخل في أمور القضاء وإعادة صياغة بعض فقرات الدستور وهذا يتطلب وقتا طويلا وخارج عن صلاحيات رئيس الوزراء وهذا ما أعلنه الناطق الرسمي باسم الحكومة.. لذا بقى الخيار الثاني وأعتقد إن العراق فيه فيض لا متناهي من الكفاءات التي يمكنها ملء شواغر هذه الوزارات بجداره وعلى المالكي ترشيح من يراه مناسبا ً.. ومن هنا جاء عنوان مقالي .. ( نورى المالكي.. افعلها ولا تَتَرَدَدْ !!) .. ورسالتي له .. عليك سيدي .. 1- المباشرة بترشيح وانتخاب وزراء ذا كفاءة لإدارة هذه الوزارات على أن يكون اختيارهم صائبا خاليا من كل أوجه الحساسية الطائفية أو الشوفينيه .2- الجرأة في تجاوز الأسس المحاصصاتيه التي تم عليها اختيار التشكيلة الأولى للوزراء وهذا يعنى بداية عهد جديد من العراق اللامحاصصاتى في إدارة الدولة أملا في أن يمتد أسلوب الاختيار تدريجيا إلى بقية الوزارات ومن ثم البرلمان تلحقها كل قطاعات الدولة الأخرى.3- السرعة في تبديل كل وزير غير كفوء تم ترشيحه ليشغل منصبا لإكمال نصاب كتلته أو حزبه.إن إقدامك على هذه الخطوات سيكون سببا في .. 1- بناء حكومة وحده وطنيه حقيقية وتصحيح الأخطاء الأولى في العملية الانتخابية التي كانت سببا رئيسيا في كل النتائج المرة التي نحصدها الآن والضعف في إدارة الوزارات وفسادها و انعكاسها السلبي على المواطن العراقي وأمنه. 2- إبعاد كل الشبهات المتعلقة بتصفية الحسابات الشخصية القضائية أو الأمنية الدستورية. 3- راحة المواطن العراقي وتحرره من كابوس الظلام المحاصصاتى الطائفي الذي لم يكن تأسيسه بدء الاحتلال إلا خدمة لأجنده خارجية حاقدة على العراق وشعبه .

أقولها أخيرا سيدي .. افعلها ولا تَتَرَدَدْ.. أرجوك أن تنهى هذه القصة الحزينة ( قصة التعديل الوزاري المحاصصاتى ) فقد أصبحت قصه لا تطاق ! .. و بنهايتها يخدم الوزير وطنا وليس تكتلا أو حزبا أو مذهبا وستكون أنت رمزا عراقيا مشهودا تدخل التاريخ العراقى الحديث في صفحاته البيضاء بقضائك على اخطر الأمراض .. انه مرض الطائفية المقيت !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور محمد علي مجيد
2008-03-13
هذا الموضوع ذو جدية مطلوبة وهو ان يكون تعيين الوزراء من قبل رئيس الوزراء حيث يرى مصلحة لبلد فوق كل اعتبار ان الماصصة هي التي جلبت لنا البلاء لأن رئيس الوزراء مادام كان منتخبا فهو ادرى بوزراءه ونحن نؤكد على هذه النقطة الا يتدخل احد في عمله بل يراقب واذا تحيز لغير الحق هناك طرق دستورية للاستغناء عنه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك