قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||
مشاركة الجميع أمر حيوي في هذه المرحلة من البناء الوطني، ليس بدواعي الحصول الى المكاسب السياسية، وإن كان هذا مشروعا في بعض جوانبه، ولكن لكي يكون للجميع دور فاعل وليس إطار ديكوري.. المرحلة التي يستثنى فيها مكون من مكونات شعبنا؛ يمكن أن توصف بأنها مرحلة عرجاء، ولذا توصل العقل النظيف الى محصلة مؤداها: أن التعددية السياسية هي محور هام في العملية الديمقراطية، ولذلك فأن الحكومة المقبلة، بعد إجراء الأنتخابات المبكرة، يجب ان تشارك فيها جميع المكونات، والمقصود بمفردة (جميع) في هذه المرحلة، ليس المكونات الإجتماعية بل المكونات السياسية، ويذهب العقل مباشرة إلى الأحزاب كأطار معبرعن التكوين السياسي.
إذا إتفقنا أن هناك حزمة من الأسباب؛ أدت الى تعقيد المشهد السياسي، والوصول الى الحال الراهنة الخارجة عن المألوف..حيث جرى تمييع التعددية الحزبية والسياسية بشكل عبثي، وتحولت السياسة الى طموحات إنتهازي،ة لفئات تراهن على توظيف مستقبلنا، لخدمة أغراضها الذاتية والفئوية، وحيث جرى تكريس العبث بالثوابت الوطنية ومنها الدستور، في ظاهرة خلط للأوراق وإستهتار فج، وحيث تراجع دور النخب المنتجة للأفكار؛ لصالح أنصاف المتعلمين، ما ولد ضعف المبادرة السياسية، وإنغلاق المتصدين للعمل السياسي على أنفسهم، وحيث جرى عمل ممنهج لهدم القيم الوطنية والأخلاقية، لصالح الفاسدين والمفسدين، ما نتج إنحطاط في الخطاب السياسي وتهتك الممارسة السياسية!
حيث 1لك كله جرى بوسابق تصميم وإصرار؛ تفاقمت ظاهرة الترحال السياسي بين الأحزاب والقوى السياسية، تلك الظاهرة التي تمرس عليها الإنتهازيون، دون تقيد بأي التزام فكري أو أيدجولوجي أو أخلاقي، وخلال هذا كله لم يتم التجاوب مع رغائب المواطنين، وسرعان ما جرى التنصل من الوعود التي قطعت لهم في الحملات الأنتخابية، ورافق ذلك عدم إحترام الساسة لمسؤولياتهم، في المؤسسات الحكومية التي يعملون فيها حيث حولوها الى بساتين خاصة قطافها للأهل والأحباب وحسب!
اصبح العبث من السمات المميزة للعمل السياسي في العراق، بسبب ما تراكم منذ عدة سنوات من عمليات سياسية خارج نطاق المألوف، وعلى الرغم من التغيير الحاصل في الخطابات الرسمية خلال السنوات الأخيرة، فإن العاهات التي أصيب بها المجتمع السياسي، أصبحت مزمنة ومستعصية على العلاج. وكلما حلت مواعيد إستحقاقات سياسية، تبرز بشكل أكثر وضوحا مظاهر العبث السياسي، حيث يطغى الهدف الكمي على الأحزاب السياسية.
اذا أردنا أن لا نطلق كلمة حزب جزافا على أى شلة أو مجموعة، لنتشبه بالدول المتطورة سياسياً، ونقول أننا مثلنا مثلهم دولة راقية لها أحزاب سياسية عريقة، أو نتجاهل المضمون ونتمسك بالقشور؛ ونسمي الطوائف او الجماعات الفارغة من محتوى، أو المرتبطة بشخص حزبا، فأن ذلك سيقودنا الى خطأ فادح، ونكون اخطأنا و سمينا الأشياء بغير مسمياتها.
عندما نطلق بجهل تعريف أو كلمة حزب على كم من الذين فاتهم قطار التعليم والوعي، فتتبع شخص ما، بالأضافة الي فئة قليلة من المتعلمين من نفس أسرته أو من أنسبائه، او من أنتهازيين لهم مصالح معه، ويظهرون كواجهة أنيقة ومتعلمة ولها فى المقابل الجاه والمناصب البراقة عندما يستولون على السلطة فهذا هو عين الخطأ .
كلام قبل السلام: كيف يمكن أن نسمى تشكلات تظهر وتختفي إبان الإنتخابات فقط، بالأحزاب وهم ليس لهم أى برنامج وطنى مكتوب، أو يتوفرون على نهج أو خطة سياسية اقتصادية لتطوير الوطن ؟! إ
المشهد القادم خلال الأنتخابات المبكرة أو الأبكر.. لافرق..! سيكون عرس واويه، أو ضباع البزازين في شهر شباط، الهر والهرة يموئان..!!
سلام
https://telegram.me/buratha