المقالات

حوار الحسين (ع) مع ابن عمرو ابن العاص

1588 13:09:00 2008-03-09

بقلم : سامي جواد كاظم

نعم فاتني ان اذكر في المقال السابق ان لحديث المعصوم شروط ومعايير يجب ان يخضع لها الحديث حتى تثبت درجة صحته وانا استطلع ما روي عن الحسين عليه السلام وجدت بعض الاحاديث غير مستوفية لشروط الصحة على اقل تقدير وفقا لما اعرفه انا وعليه اعرضت عنها لحين التاكد من صحتها .

والان اذكر هذه الرواية التي حدثت للامام الحسين عليه السلام بعد صفين الرواية تقول (رواه الطبريان في الولاية والمناقب و [ روى ] السمعاني في الفضائل ، بأسانيدهم عن إسماعيل بن رجاء وعمرو بن شعيب : أنه مر الحسين على عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال عبد الله : من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، فلينظر إلى هذا المجتاز ، وما كلمته منذ ليالي صفين ! فأتى به أبو سعيد الخدري إلى الحسين .فقال الحسين : أتعلم أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء وتقاتلني وأبي يوم صفين ! ؟ والله ! إن أبى لخير مني ! فاستعذر وقال : إن النبي قال لي : أطع أباك .

فقال له الحسين : أما سمعت قول الله تعالى : ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) ، وقول رسول الله : إنما الطاعة في المعروف ، وقوله : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ! ؟ أو صاف الأمين والخائن و . . . )

التعقيب والتوضيح اولا: اصل الحديث عن من اراد ان ينظر الى احب خلق الله هو كالاتي (ابن شهرآشوب : عن الرضا ، عن آبائه ، قال : رسول الله : من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى الحسين ) .

ثانيا : لعمرو ابن العاص ولدان استشارهما في مسالة اللحاق بمعاوية او تركه فاشار احدهم وهو عبد الله بالقول لابيه انه لو اردت الدنيا واستغنيت عن الاخرة فالحق بمعاوية واذا اردت الاخرة واستغنيت عن الدنيا فالحق بعلي واشار عليه ابنه الثاني ان يلتحق بمعاوية حيث المال وملك مصر معه .

فلما كانت اخر ايامه أي عمرو ابن العاص وهو ينازع الموت بعث لولده وهو عبد الله الذي اشار عليه باتباع علي ان اراد الاخرة وقال له هل من مخرج في هذه اللحظات عن ما اقترفت من ذنب فقال له الله تواب رحيم .

ثالثا :قد يعتقد احد ما ان هنالك تضارب بين حديث النبي واستدلال الحسين عليه السلام بالقران فهذا يعني ان احدهم صحيح والاخر خطأ ، والحقيقة الاثنان صحيح وفق ظروف واجواء تحتم صحة حديث ابن عمرو ابن العاص واذا ما انتفت هذه الظروف فان الحديث ما عاد له حاجة كما قال رسول الله (ص) لا يزال الزبير منا اهل البيت ، ومن ثم قال الزبير وقاتله في النار فظروف الحديث الثاني نسفت ظروف الحديث الاول وهذا الامر ينطبق على حسان بن ثابت الذي امتدح واقعة الغدير ولكن عاقبته عثمانية .

ففي الوقت الذي امر رسول الله (ص) بطاعة الاب كان عمرو ابن العاص ضمن المسلمين حتى ولاه رسول الله ( ص ) جيش المسلمين وجعل تحت امرته ابي بكر وعمر في معركة ذات السلاسل ( خسر فيها واعيدت الكرة عندما سلمت الراية لامير المؤمنين علي (ع) فانتصر الاسلام فيها ) وما كان يظهر نفاقه أي ابن العاص بالرغم من علم الرسول بذلك ، ولكن مع تسارع الاحداث ونهوضه مع معاوية على امام زمانه وحجة الله على ارضه يكون قد فند موجبات الطاعة الابوية وكان استدلال الامام الحسين (ع) القرآني استدلال رائع .

رابعا : وانظر الى البعد الفكري للامام الحسين (ع) انه يعلم هنالك عدة وجوه لتفسير الاية فاعقب استدلاله بالاية الكريمة استدلاله بالحديث النبوي الشريف عندما قال ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ).

خامسا : المسالة المهمة في استدلال الامام الحسين عليه السلام بالاية الكريمة هو ربط جحود امامة علي (ع) بالشرك بالله عز و جل فان عمرو ابن العاص عندما حارب علي (ع) في معركة صفين فكانه اشرك بالله عز و جل وهذا يؤكد حديث النبي محمد (ص) للامام علي (ع) عندما قال له ( ياعلي من انكر امامتك فقد انكر نبوتي ومن انكر نبوتي فقد انكر الله ) ، وهذا يؤكد النهج الواحد الذي يتبعه محمد واهل بيته ( عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نبيل حبيب العابد
2008-03-09
لم أقرأ المقال السابق، حتما سوف ابحث عنه وأقرأه لكني وجدت في هذا المقال ما أثلج صدري وعرفت كيف صار حسان بن ثابت عثمانياً ليس هذا فحسب هناك محاور أخرى اتضحت شكرا للكاتب القدير سامي جواد مع تحياتي لك نبيل العابد
Abo Nargis
2008-03-09
تحية إعجاب وتقدير للأخ الكاتب سامي جواد على مقالاته الرائعة المفيدة والمختصرة وأتمنى أن يحذو الكتاب حذوه في الإختصار.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك