المقالات

اليوم الأسود في تاريخ العراق "١٤ تموز"

1650 2020-07-14

 

✍️ إياد الإمارة ||

 

▪ ليست البداية من مجزرة القصر الملكي المتواضع الذي أُغتيلت فيه العائلة المالكة بدم بارد من قبل الإنقلابيين غير الشرعيين المدعومين من قوى قومية غاشمة يمثلها الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وهي ليست من "سحل" جثث الوصي ونوري السعيد وتعليقها ومن ثم تقطيعها في مشهد دموي جبان لا يقدم عليه سوى العقديين الساديين، البداية كانت متقدمة على كل هذه الجرائم البشعة بكثير، البداية مرتبطة بمساع من جهات تختلف أغلبها في الفكر والمنهج لكنها اتفقت جميعاً على إزاحة فترة مهمة من الإستقرار العراقي "النسبي" ومحو خططه التي رسمها من أجل عراق مزدهر ينشد عملية تنمية في مختلف القطاعات، كانت الرغبة ملحة لدى بعض القوى الإستعمارية  أن يكون العراق على ما  هو عليه الآن من العام (١٩٥٨) إلى العام (٢٠٢٠)، مستودع ملتهب للنفط يعيش أغلب سكانه دون مستوى خط الفقر بلا مقومات دولة (الزراعة، الصناعة، البنى التحتية، الخدمات العامة).

▪ بدأت حلقات تآمر الإنقلابيين التموزيين الساديين من الزراعة وهجرة الفلاحين من الريف إلى المدينة بسبب تداعيات قانون "الإصلاح الزراعي" القاسمي سيء الصيت الذي اغتصب الأرض من ملاكها الذين احيوها وسلمها إلى ملاك جدد بلا مقومات دعم تجعلهم قادرين على إدارة هذا الملف المعقد، الإنقلاب التموزي الأسود كان سبباً أولاً في تردي الزراعة داخل العراق وخصوصاً في مناطقنا الجنوبية، والتردي الزراعي أعقبه تغير ديمغرافي حطم صورتي الريف الجميلة والمدينة الحضرية، إذ غاب الريف وتراجعت المدينة، ولم نحتفظ بريف جميل ولا بتخطيط مدني حضري..

الصراعات في العهد الإنقلابي الجديد تصاعدت وتيرتها بشكل ملحوظ وتهدد السلم المجتمعي إلى حد الإقتتال الداخلي، من هنا بدأ "السحل" والتسحسل ولم ينته إلى يومنا هذا..

قاسم لم يكن لصاً -هو قاتل بجدارة- لكن مَن سبقوه ليسوا لصوصاً أيضاً الملوك رحمهم الله ووزرائهم ليسوا لصوصاً، ومَن أتوا بعده وقد أسس لمجيئهم هم لصوص هذا البلد الذين عاثوا فيه الفساد..

▪ لقد خسرنا الحقبة الملكية التي لم تكن مثالية وفيها ما فيها من الأخطاء التي يمكن تصحيحها بطريقة أخرى غير تلك التي دُفع لها مجموعة من الضباط الذين أرتبطوا بعلاقات خيانية ضد العراق، وساهموا بشكل فاعل في طائفية نظام الحكم أكثر من ذي قبل، كما ساهموا في إذكاء نعرات أخرى نتجرع مرارتها الآن..

رحم الله الملك فيصل الثاني ولعن الله قاتليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك