خالد القيسي ||
عندما تخفت الاصوات تنتفض الذكرى
حسرة على التفريط بالعمر لصحبة لازمتني وقوة خانتني ، تباعد الزمن ولم امسك سوى الندم والحسرة على ما فات وما مر ، زمننا الحالي قرب البعيد وسارع بالشديد ! ولم تصفى لنا المشارب في حاضر نفتقد فيه ماض جميل رغم بساطة العيش وقلة الدخل ، مشاهد تخيلتها في دأب قطعته على طول مسيرة راجلة في زوايا ألنسيان .
مشهد منها قديم لشارع حزين تقع فيه سينما غرناطة صالة الافلام الجيدة عرضت فلم (زد ) بطولة إيف مونتان / ايرين باباس وهو حائز على جائزة الاوسكاروحصلت على تذكرة دخول ، بعد ان لم تستوعب سينما سميرة أمس الحشود على شباكها ، لم يسرني ما حدث لها بعد ان مررت بالمكان صدفة لأجدها في ملامح أخرى ، اصبحت مخزن متهالك بعد أن كانت رئة عرض الفن السابع والشارع مكتظ بالبسطيات وعربات لبيع الملابس المستهلكة ما يعرف بـــ(اللنكات ) يعلوه الضجيج والصوت العالي .
زفرة كبيرة اطلقتها عندما توقفت ببابها خرجت بما عادت بي الذكريات لها والى محل انيق صحي أعتدت صباح كل عطلة أو جمعة في حرص على تذوق ذلك الطعم الراقي من يد شاب مسيحي جميل المحيا يعرض مجموعة من المعجنات واللبن الرائب والكيك اللذيذ بتعمد الفطور عنده صباحا ، يقع المحل بركن مجاور لباب قاعة عرض السينما المزينة جدرانها الرخامية بالاعلان عن تحفة أفلام العرض قريبا والقادم والحالي اسبوعيا في مستطيلات ومربعات محفوظة بالزجاج من أيدي العابثين وبشكل جميل ومرتب .
كان ذلك طيلة أيام السبعينات ، لما كان الواقع منصف وخفيف ، ولم تجف اضرع حديقة الامة في فوضى التجاوزات وما تؤلفه من مخالفات في ظواهر سلبية في ظل غياب الرادع الاخلاقي والقيمي وضعف القانون الذي سهل التجاوز وشيوع الاسوء من مفاسد اصابت قوم لا يفقهون الا في استمرار الخراب وتعطيل الاصلاح المنشود .
الخلاصة من ما استحصلته من حقيقة مؤلمة استندت على جولة اطلعتني على اشياء مفصلية في حياة بشر وسكان العراق كنا ضمادا لبعضنا واصبحنا جراحا نازفة ، وتسمرنا الى حياطين مظاهر الفساد الاداري والمالي !!
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha