المقالات

أين الوعي الصحي ؟!  


محمد مكي آل عيسى ||

 

قبل يومين ذهبت الى إحدى الكليات لإنجاز عمل معين . . ومن المعروف أن مجتمع الكلية يعتبر هو الأرقى والأكثر وعياً . . لكنني تفاجأت بما رأيت . . كثير من المتواجدين هناك لا يعرفون الى الآن أهمية ارتداء الكمّامات والبعض يرتديها اسقاطاً للواجب ليس إلّا فيقوم بإنزالها عن أنفه وفمه ويكتفي بوضعها معلقة في رقبته . . ما أتحدث عنه ليس في الفضاءات والهواء الطلق إنما أتحدث عمّا رأيته داخل الممرات وفي أماكن تواجد عدد كبير من الطلبة . .

وقد كانت مظاهر المعانقة والتقبيل جارية على قدم وساق ناهيك عن المصافحة . . رأيت اثنين من الطلبة يتهامسان بينهما والمسافة بين وجهيهما تزيد على الشبر بقليل يتنفس أحدهما أنفاس الآخر !! وبلا كمّامات طبعاً . .

يقوم أحدهما بإمراض الآخر وهو لا يشعر !!

وكان أعجب المواقف أني رأيت طالبتين وقد ظهر عليهما الشوق إحداهما للأخرى فقامتا بخلع الكمّامات ومعانقة وتقبيل إحداهما الأخرى ثم عادتا  لارتدائها مرة أخرى !! موقف مضحك مبكي , وشرُّ البلية ما يُضحك

وكأن صديقتها معصومة من المرض !! أو أن المرض الذي يأتي من صديقتها كحلاوة العسل !! أو لربما تحب صديقتها فتريد مشاركتها السراء والضراء !!

أف . . ثم . . أف

تساءلت كثيراً مع نفسي إن كان مجتمع الكلية الأرقى والأوعى بهذه السذاجة والسخف بالتعامل مع وباءٍ فتّاك . .ماذا سننتظر من المناطق الشعبية التي تحكمها العواطف ؟؟ ماذا سننتظر من بسطاء الناس الذين لم يتلقوا نصيبهم من العلم والمعرفة ؟؟ ماذا سأرى في مجتمعات تعتبر أقل وعياً وحكمة ؟؟

من خلال تتبعي المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي أجدها لم تقصّر في بيان أهمية اتقاء هذا الوباء وضرورة التباعد الاجتماعي فقد نشرت الكثير من المقاطع المصورة والكثير من الصور والنشرات التعليمية عن ذلك وأيضاً تعتبر فئة الشباب هي الأكثر تفاعلاً مع وسائل التواصل . . الم يشاهدوا تلك النشرات ؟ الم يراقبوا تلك المقاطع المصورة ؟ لماذا لا يسمعوا التوجيهات ؟؟ هل تم اعدادهم نفسياً لاستقبال الوباء واحتضانه وأصبحوا يريدون المرض كما كانوا يريدون الإنفلات  والفوضى قبل أشهر؟؟ . . نحن اليوم بحاجة للوعي الصحي كحاجة مستشفياتنا للأوكسجين . . نحن بحاجة لنشر التوجيهات الصحية وفرضها ولو بالقوة كحاجتنا للطعام والشراب . . هل من خطة للعمل على ذلك ؟؟ هل تعي الجهات الحكومية ما يجري ؟؟

إذا كان الوضع في الكليات بهذه الصورة . . كيف ستجري الامتحانات المركزية لطلبة الاعدادية وهم أقل حكمة ووعياً ؟؟  . . نسأل الله العافية

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك