محمد حسن الساعدي
التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثارت غضب الصينيين والذي وصف فيه الوباء بأسم ( الفيروس الصيني ) وأتهمهم بعدم تبليغه بهذا الوباء من خلال تبادل المعلومات عن هذا المرض , في حين إن الخارجية الصينية صرحت بأنها أبلغت الولايات المتحدة منذ كانون الثاني الماضي واشنطن بوجود هذا الفيروس ولكن الأخيرة لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بمنع تفشيه إلا بعد مرور 12 يوم , ما جعل حدة التصريحات الإعلامية تتصاعد بينهما , وفي نفس السياق والأزمة في أوجها عمد ترامب إلى أثارة أزمة دبلوماسية مع منظمة الصحة العالمية وذلك من خلال اتهامها بالانحياز إلى بكين وعمدت إلى إخفاء معلومات خطيرة عن هذا الفيروس , حيث وصف في تغريدة له إن المنظمة ( أخطأت فعلاً ) وهدد بتعليق المساهمة الأمريكية للوكالة الدولية , ما يعد خطوة خطيرة إذ تعد الولايات المتحدة اكبر مساهم لهذه المنظمة بحجم دعم يبلغ 400 مليون دولار , والتي ما لبث إن نفاها بعد دقائق بقوله ( انه لم يقم بتعليق الدفع بل يقوم فقط بدراسة هذه الإمكانية ) .
العالم كله يقول إن عالم ما بعد كورونا يختلف عما قبله , فقد شهد العالم سابقاً الطاعون عام 1347 والذي أدى إلى انهيار النظام الإقطاعي الذي كان سائداً في أوروبا , كما هو العراق والذي يعاني من أزمة قلبية , ويفترض إن تكون حياته بعدها أفضل , وان يرجع معافى من هذا الوباء الفتاك ولكن يبقى أمامه مرض مشخص إلا وهو الفساد المستشري في مؤسسات الدولة , والى مختلف إشكال التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي وخير علاج في هذا المجال هو إيجاد منظومة متكاملة من المؤسسات الرقابية الفاعلة من إيقاف تهريب الأموال وسرقتها بطرق وعمليات نصب واحتيال , وهو أمر يتطلب جهوداً استثنائية من قبل الدولة بوصفها الفاعل الأكبر في المجتمع , وهذا ما يتطلب إجراءات سريعة مثلما هي الإجراءات تجاه فيروس كورونا ينبغي إن تكون هناك إجراءات فاعلة ضد فيروس الفساد والفاسدين .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)