هيثم الخزعلي
ليس من الصحيح ان هذا الانهيار بأسعار النفط في أميركا هو مؤقت، ولشهر واحد فقط، فانه يعكس حجم الطلب على النفط في الولايات المتحدة، وحتى لو بدأت المضاربات اليوم بسعر22$ فلن يجرؤ مضارب على شراء كمية من النفط، مما يعني بقاء الشركات الحقيقية في السوق الشركات التي تستهلك حقيقة النفط، وبالتالي خروج المضاربين من السوق سيؤدي إلى انخفاض الطلب، هذا بالاضافة الى إغلاق الاقتصاد وعدم وجود او قلة طلب الشركات المستهلكة للنفط حقيقة، وهذا يعني ان الطلب سيبدأ بالانخفاض شهريا وبالتالي الأسعار، ودخول الاقتصاد في حالة ركود مما يعني إفلاس ٩٠٠٠ شركة أمريكية منتجة للنفط وتسريح ملايين العاملين وانخفاض دخولهم الذي سيقود إلى قلة الطلب على السلع والخدمات وتبدأ دورة كساد اقتصادي كبير، وللخروج من هذا الأمر لابد من فتح الاقتصاد وعودة إنتاج السلع للتحرك عجلة الاقتصاد، ولكن وجود الوباء وبهذه الاعداد الكبيرة في الولايات المتحدة سيجعل قرار فتح الاقتصاد امر صعب جدا، ويواجه برفض حكام الولايات، ولإجل فتح الاقتصاد وكسر حلقة الركود المفرغة لابد من أمر طارى اهم من وباء كورونا يسمح بفتح الاقتصاد، واتوقع ان يذهب الرئيس ترامب لافتعال حرب لسببين :-
١-كما حدث في دورة الكساد العالمي عام ١٩٣٩، قامت الولايات المتحدة بدخول الحرب العالمية الثانية وتفعيل الإنتاج الحربي وتشغيل المصانع بأقصى طاقاتها مما سمح بتشغيل شبه كامل الأيدي العاملة وتفعيل الطلب الاقتصادي، وهذا الخيار قريب لعقلية ترامب
٢-بعد انخفاض شعبية الرئيس ترامب، وقلة فرص فوزه بولاية ثانية فهو بحاجة للحرب، لأن هناك عرف سياسي في الولايات المتحدة بأن ينسحب المرشحين أمام الرئيس في حالات الحرب لتقويته ودعمه..
لهذا اعتقد ان الامور اذا استمرت بهذه الوتيرة ستعمل الولايات المتحدة على تصدير ازماتها للخارج، عبر خلق عدو وحشد كل الطاقات لمواجهته، ولابد ان يكون عدو خارجي.. افضل من الانقسام الداخلي الذي يمكن أن يتحول لصراع.. ولكن كما قال أمير المؤمنين عليه السلام.. إذا ضاقت المقادير، كان الحتف بالتدبير....
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)