المقالات

دراسة عن أسباب ومعالجة مشكلة المهجرين في محافظة ديالى

1354 17:50:00 2008-02-28

( بقلم : الدكتور عبد الرحمن عبد المهدي التميمي )

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

عاش أهالي ديالى أخوة متحابين عربا وكردا وتركمان، سنة وشيعة، مسلمين ومسيح وصابئة . ولم يستطع النظام المقبور تمزيق هذا النسيج المتماسك بالرغم من محاولاته عبر تهجير الآلاف من أهلها بحجة التبعية الإيرانية وحملات تطهير أخواننا الكرد من المناطق الحدودية.

بعد سقوط النظام البائد وبسبب المشاركة الفعالة لأهالي ديالى في الانتخابات البرلمانية والاستفتاء لإنجاح الدستور كشف أصحاب الغدر عن أنيابهم فقتل من قتل وهجرمن هجر وتقطعت الطرق بين مدنها. وبعد دمار ومعانات استمرت أكثر من سنتين نسي ملف معانات أهالي ديالى على احد رفوف التاريخ الحديث وتغبرت بغبار رياح التغيير الديمقراطي من خارطة العراق الجديد

لهذه الأسباب شمر أهالي ديالى عن سواعدهم من خلال التصدي الباسل للزمر الإرهابية في معظم مناطق ديالى وكذلك اعتصام أهالي ديالى بين الحرمين الشريفين في كربلاء المقدسة الذي ضم جمع من أهالي ديالى المخلصين لبلدهم ووحدة كلمتهم لكشف المظلومية عن أبناء محافظتهم هذه المحافظة التي أتعبتها الجراح وأصبح لونها اصفرا شاحبا كلون برتقالها.

ولإدامة النجاح الذي حققه أهالي ديالى أقدم دراسة ميدانية عن أسباب ونتائج وكيفية معالجة معاناة المهجرين.آملين تعاون الجميع معنا كلا حسب اختصاصه لتوفير الأمن والأمان للعراقيين جميعا.

أسباب الهجرة

بعد سقوط النظام دخل قاموس الشارع العراقي مصطلحات يتداولها الصغير والكبير ولعل احدث هذه المصطلحات هو مصطلح المهجرين او النازحين من المناطق الساخنة.ولعل أهم الأسباب التي أشعلت نار التهجير في محافظة ديالى تتركز في جملة أمور منها:

1.نشاط التكفيريين والصدامين المتميز في مدن محافظة ديالى.2. تغاضي الطرف الأمريكي عن الجرائم التي ارتكبت مقابل عدم التعرض لهم. 3. وجود أجندة خارجية وذلك لقربها من الحدود الإيرانية ووجود منظمة خلق الإرهابية في معسكر اشرف التي ساعدت في تضليل القوات الامريكية بالمعلومات المغلوطة عن أهالي ديالى وولائهم.4.الدور السلبي لكل من محافظ ديالى وأعضاء مجلس المحافظة وقائد الشرطة السابق الذين عرقلوا العشرات من الخطط الأمنية هذا فضلا عن توسطهم لدى القوات الامريكية للإفراج عن المجرمين.5.عدم جدية السلطة المركزية بإسعاف الوضع الأمني المتردي حيث لم يبادر احد من الوزراء الأمنيين أو من ينوب عنهم بزيارة المحافظة والاعتماد على المعلومات المغلوطة الواردة من المحافظ أو الجهات الامنية المحلية6. عوامل داخلية تتمثل بصراعات داخلية استخدمت الورقة الطائفية كوسيلة تهديد او ضغط على الأحزاب الأخرى في محاولة تمرير مشاريع خاصة. 7. التعتيم الإعلامي وعدم إخبار الحكومة المركزية عما يجري في المحافظة مما شجع الإرهابيين بإعلان دولتهم اللااسلامية في بعقوبة.8. الاعتماد على عناصر غير كفوءة وغير مؤثرة اجتماعيا لقيادة عملية المصالحة وتهميش شيوخ العشائر والوجهاء والكفاءات العلمية ذات التأثير الاجتماعي.9.شيوع الفساد الإداري في كافة مرافق الدولة وحصر عطائات الأعمار على الأشخاص الذين يمولون الإرهاب مما أعطى دعم مادي للإرهاب. 10. تقطع الطرق بين مناطق المحافظة وانعدام مفردات البطاقة التموينية والوقود والخدمات الصحية والوضع الاقتصادي المتدهور .وعندما نلقي نظرة سريعة على الأرقام الموجودة نرى إن أول العمليات في سياسة التهجير بدا في إطراف بعقوبة (الكاطون، التحرير،حي المعلمين ،المفرق ثم مركز بعقوبة وبعقوبة الجديدة).حيث إن مدينة بعقوبة شهدت عمليات تطهير طائفي لأكثر من عامين.

النتائج

لدى متابعة عمليات التهجير تبين لنا النتائج التالية:1.إن العمل في هذا المخطط لم يعالج لحد ألان من اجل خلق مناطق مقطعة يميز كل منها صبغة خاصة.2.تمزيق النسيج الاجتماعي للمحافظة وإبداله بصبغة طائفية.3. إصرار المهجرون على عدم الاشتراك بالانتخابات القادمة وذلك لخيبة الأمل التي أصيبوا بها من مواقف الحكومة ومجلس البرلمان ومجلس المحافظة من قضيتهم وعدم إيجاد الحلول الناجعة لمشاكلهم.4 .تردي الوضع الاقتصادي للمهجرين نتيجة فقدان مصدر الرزق و نتيجة تكاليف الإيجار الباهظ.

المعالجات

لضمان عودة كافة المهجرين الراغبين بالعودة الى ديارهم لابد من قرار حكومي جاد وذلك بتشكيل غرفة عمليات خاصة لضمان عودة المهجرين. ونقترح مايلي:

1. تشكيل غرفة عمليات تضم كل من ممثل عن محافظ ديالى، ممثلين عن مجلس محافظة ديالى ، قائد شرطة ديالى او من ينوب عنه،ممثلين عن العوائل المهجرة يتم اختيارهم من العوائل المهجرة حصرا وبعض شيوخ العشائر ذات التأثير الاجتماعي يتم انتخابهم عن طريق الشيوخ أنفسهم بالإضافة إلى ممثلين عن الدوائر الخدمية.2. حشد الطاقات الإعلامية من خلال تشكيل لجنة من قيادة شرطة ديالى وممثل عن محافظ ديالى وممثلين عن شيوخ العشائر واجبها عقد ندوات للمهجرين وتشجيعهم للعودة الى ديارهم وشرح كيفية عودتهم والإجراءات الامنية المتبعة .3. تشكيل لجنة امنية وبمساعدة افراد من العوائل المهجرة واجبها إحصاء دور المهجرين واخلائها من الأشخاص الشاغلين لها او الاتفاق على بدل إيجار مناسب .4. تقسيم المدن الى مناطق يتم ارجاع العوائل بالتدريج وذلك بفتح مركز للشرطة في المنطقة التي يراد ارجاع العوائل إليها وبعد عودة العوائل الى ديارهم والاطمئنان الى الوضع الجديد يتم فتح باب التطوع لأفراد ذلك الحي من جميع الساكنين وكل حسب حصته لحماية حيهم وبعد التأكد من إمكانية هذه الأفراد من مسك الأرض يتم نقل مركز الشرطة الى حي آخر لتكرير التجربة.

5. إيقاف صرف التعويضات لحين عودة المهجرين وذلك لتامين العدالة بالتعويض .6. السماح للعوائل المهجرة بالاحتفاظ بسلاح شخصي لتامين الحماية لأنفسهم.7. إعادة كافة الموظفين الى دوائرهم وبنفس الدرجة الوظيفية.8. إعطاء الأسبقية للشباب المهجر بإشغال الدرجات الوظيفية التي تخصص للمحافظة.9. للقضاء فقط صلاحية تحديد المجرمين ومعاقبتهم ولا يحق لأي جهة أخرى ممارسة عمل القضاء .

وفي الختام إن ديالى وأهلها أمانة بيد أهلها جميعا وبيد كل ذو مسؤولية في المحافظة من سلطات مركزية ومحلية ومراجع دينية وأحزاب سياسية وشيوخ عشائر كل من موقعه للعمل على إرجاع العوائل المهجرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي
2008-02-29
اقول كما قال الشاعر:متى يبلغ البنيان يوما تمامه =اذا كنت تبني وغيرك يهدم...مهما عملتم من شي فلن يجدي نفعا بوجود طارق الهاشمي والحزب اللااسلامي ودورهما الخياني والتخريبي على ارض ديالى.
سامي جواد كاظم
2008-02-28
كل ماذكره الاخ الدكتور هو صحيح مائة في المائة ولكن اود الاشارة الى نقطة مهمة في سبيل الخروج من المازق هو الاعتماد على الوجهاء وشيوخ العشائر المعروفين على مستوى المحافظة والذين يتمتعون بالادراك والحس الديني والوطني فانهم الادرى بشعابهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك