حيدرالطائي
عود ليش بعض الناس من تنتقد الوضع الحالي تترحم لصدام ليش عود.
جوابنا له
{ شيءٌ طبيعي عندما يفرز المجتمع مامكنونٌ فيهِ من ظُلماتٍ ورزايا و وحرمان وضيم يترحم حتى على إبليس أيضًا
وشعب كالعراق الذي حكمته حقب دكتاتورية نالت منه الويل والبطش حتى بات متعودًا على هذه الصفات الجائرة ويتمنى ويتوسلُ بكل قويٍ كي يزيح عنه الظلم الذي يعاني منه.
وكل نظام دكتاتوري مستبد يذهب تبقى رواسب حكمه وفكره إلى أمد الدهور وهذا ماموجود في كل بقاع الأرض
وأننا كعراقيين جائتنا نعمة الديمقراطية فللأسف لم نمارسها بتمامِها واصولها الصحيصة ولم نتعلم نضجها في كيفية برامجها العامة ومن ضمنها الانتخابات حيث مارسنا أول درسٍ ديمقراطي بعد حقبةً دكتاتورية فلهذا لا الشعب استخدم أصولها الصحيحة في الاقتراع الانتخابي ولا فضّل شيءٌ بديلٌ عنها نحو الارقى. والترحم على مجرمٍ زنيم كصدام له بعدٌ سياسي واجتماعي فالمرحلة العراقية بعد التغيير أفرزت ثلاث فئات من هذا القبيل
الأولى تترحم لصدام وتمتدحه وتسكب الدمع عليه لأنه كان يغدق عليها من الأموال والخيرات والعطايا والوجاهة الدنيوية فلهذا ترحمهم بسبب الاسترزاق الذي يغدقه عليها
والفئة الثانية هي التي تترحم عليه ليس حباً به بل بسبب الواقع المرير الذي تُعانيه وهذه الفئة في قمة الجهل لأنها لا تفكر في نموذج ديمقراطي رصين تتطلع له في المستقبل لهذا تراها أم بؤسها متحجرةً لاتفكر في التجديد والتغيير بل جل همها العويل والبكاء
والفئة الثالثة لاعنةٌ له ليل نهار وتفعل الصعاب والمستحيلات لطمس أثره ومن هذه الفئة انشطرت إلى قسمين
الأولى: تكفره وتجرمه وتلعنه ولكن هي أسوأ ماقدمت من ممارسة وهذا القسم متخمٌ بالثراء والعافية وديدنه البطش ولعنهم لصدام لدواعٍ ومكاسب سياسية
الثانية: فئةٌ عانت من حقبة صدام الدكتاتورية ومن ظلمة الأنظمة الحاكمة الآن ولعنها لصدام واشمأزازهم منه من منظورٌ عقلي ودراسة في السيرة والسلوك وقمة في الوعي والنضج السياسي والثقافي لهذا الكره العام. وهذا هو الصواب
وختامًا أقول لك. دائمًا دع أمام عينيك ووجدانك الآية الكريمة ( إن الملوك إذا دخلوا قريةًأفسدوها وجعلوا اعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون) فتأملها وتأمل مفردة يفعلون بدقة والسلام.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)