هيثم الموسوي
إن غياب الثقافة السياسية الصحيحة القائمة على أسس علمية في كل تفاصيلها سيؤدي بنا ـ كحالة شيعية، أو كحوزة علمية ـ إلى حالة من التشويش؛ لوجود أسباب الجهل أحياناً، ولوجود السطحية في الأخذ أحياناً أخرى، ويعرضنا لفوضى فكرية، فكل الموجودين يتحدث عن الإسلام، ولكن يتصارع بعضهم مع بعضهم الآخر، ويكفِّر بعضهم بعضاً، بل ويتقرب إلى الله بذلك، وبالتالي هناك عمليات تسقيط للشخصيات الإسلامية، وللمجاهدين، وللكيانات السياسية الإسلامية، تحت مبررات يحاول بعضهم جعلها شرعية بشكل أو بآخر من ناحية ثانية، ومن ناحية ثالثة سيعرضنا لفوضى مثيلة للتي واجهتها المدارس الإسلامية على مستوى الأحكام الشرعية، حين غيبّت الاجتهاد، فوقعت في التضاد والتناقض في الأحكام الشرعية، وحدثت فوضى حتمت على الحاكم ـ الذي لم يكن مهتماً بالإسلام ـ أن يقيّدها بالمذاهب الأربعة، فأصبحت الأمة فرقاً وجماعات، وتمزقت دون أن يكون لها منهج واحد.
ولذلك نحن بحاجة إلى ما أُعبر عنها بـ(الثقافة السياسية)، ذات مناهج أساسية تتناولها الحوزة العلمية بصورة دقيقة وعلمية متطابقة مع منهج الاجتهاد؛ ليعرف المرء من أين يأخذ ثقافته هذه، وبذات الوقت هي خطوة صحيحة باتجاه غلق الطريق على الكثير من الذين يقصدون المصادر السقيمة للأخذ منها، كوكالات الأنباء المغرضة والمضللة، والصحف والمجلات ذات الأهداف الخبيثة.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)