المقالات

رسالة الاربعين

1126 14:10:00 2008-02-24

( بقلم : كريم النوري )

لا نعتقد ان وضعاً مثل وضع العراق في كل العالم يمكن ان تحصل به ملحمة شعائرية ومهرجانية كما يحصل حالياً في كربلاء والطرق المؤدية اليها من كل محافظات العراق.. ملحمة الاربعينية هي رسالة معبرة ومؤثرة لكل العالم فقد زحفت الحشود الزائرة لكربلاء بمناسبة يوم اربعين الامام الحسين(ع) من اغلب محافظات العراق مشياً على الاقدام متحدية كل قوى الارهاب والتكفير.

قد تكون بعض طرقنا الجنوبية آمنة بفعل التكثيف الامني وطبيعة المنطقة وصعوبة تحرك القوى التكفيرية فيها ولكن حضور المواكب السائرة من محافظة ديالى وصلاح الدين تلك المناطق الساخنة التي لا يمكن تأمين طرقها الرئيسية والفرعية بسهولة بل حتى مواكب المسؤولين لا تكاد تسلم اثناء المسير برغم الحمايات المدججة بارقى الاسلحة والسيارة المدرعة ضد الرصاص هي قضية بحاجة الى الوقفة الطويلة والتأمل الكبير فقد سارت مواكب الزوار القادمين مشياً على الاقدام في هذه الطرق الصعبة دون خوف او تردد وهي تحمل الرايات وتهتف بصوت واحد : "لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفاً ... سيدي يا حسين"

ولا يمكن لاي جهة حزبية او رسمية او كتلوية ان تعلن مسؤوليتها عن تفويج هذه المواكب لسبب بسيط هو عجزها عن اقناع ابناء الشعب العراقي بالذهاب مشياً لكربلاء باتجاه سياسي معين من جهة وصعوبة تأمين الحماية لها من جهة اخرى ولقلة الامكانات وضعف الاليات الممكنة في هذه الاربعينية من جهة ثالثة وما يحصل هو امر يستدعي الوقفة والدراسة لضخامته ولعظمته ولتأثيراته.

الملايين السائرة لكربلاء لا يمكن لاي قوة حكومية او دولية او سياسية محلية او عالمية ان تنجح في تحقيق هذه الملحمة ومن يزعم ذلك فهو مكابر ومجانب للحقيقة. العفوية التي اسهمت في تحشيد هذه الملايين لا تعني التلقائية والعادة السنوية الجارية بل هي عفوية شعب حسيني صادق لا تقوده المطامع او المصالح فلن يزحف باتجاه كربلاء الا من اجل اثبات هويته وخصوصيته ومقدساته فقد تسلبه حقوقه الشخصية وتغصب مستلزمات عيشه اليومية فيكون صابراً محتسباً بل ملتمساً لحكومته الاعذار تلو الاعذار لكن اياك ان تسلب عنه قيمه ومقدساته وشعائره فرغم ازمات الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وضعف الخدمات لكنه بقي صابراً حذراً ان يستثمر غضبه الاخرون من اعداء العراق لكنه عندما يشاهد قبة اماميه العسكريين تتساقط بفعل جرائم التكفيريين لم يمسك غضبه واعلنها امام العالم كله صرخة قد لمس الجميع تداعياتها واستوعب الاخرون صداها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك