المقالات

الطريق إلى كربلاء

1181 13:01:00 2008-02-24

( بقلم : حبيب النايف )

انطلقت المسيرات الراجلة لأداء زيارة الأربعين لاستشهاد الإمام الحسين (ع ) وقد امتدت الحشود البشرية على مدى البصر في الطريق الواصل بين الجنوب ومدينة كربلاء مما حدا بالأهالي في تلك المناطق من إقامة محطات الاستراحة الخاصة لتوفير أماكن الراحة للزوار بعد مسيرات طويلة قد تستغرق عدة أيام غير مبالين بالبرد والتعب وإنما استجابة لنداء داخلي وعفوي يتردد خلال هذه المئات من السنين ليدفع هذه الحشود المليونية بأداء شعائرها الخاصة والتي أرادت ان تثبت للآخرين بان هذه المناسبة لا تنتهي مهما امتدت السنين لأنها نابعة من تصميم عميق وإرادة قوية استلهمها المواطنين من إيمانهم العميق بهذه المناسبة والقدسية الخاصة التي يملكها صاحب المناسبة لديهم .بعد أن احتشدت بهذه المسيرات أشخاص من كل الأعمار ليتوحد الكل في هذا الكرنفال الملائكي الذي يثير الدهشة والإعجاب لكل من يشاهده مما يولد لديه الانطباع بان هذه الحشود لا يمكن أن تهزم وباستطاعتها أن تعيد الموازنة من جديد وتحقق ما تريد وان تصنع تاريخها بيدها بعد ان تعرضت للماسي والتنكيل لكنها استطاعت أن تستفيق وترسم دربها وتحدد رؤاها وفق ما يفرضه الحق والمنطق بعد أن عجزت القوى التي أرادت أن تلوي ذراعها لكنها تمكنت من إعادة الحياة ورسم الصورة التي تليق بها .

إن طريق كربلاء الذي عبدته الأقدام وسارت علية قافلة الحسين يدفعها الفداء والثورة للانقضاض على الطاغوت والظلم لا تأخذه بالحق لومه لائم وإنما أرادت أن تنشر العدل ليعود ثانية تتلألىء به النجوم وتحث السير على جوانبه الأقدام السائرة والمتحدية الإرهاب والذين أرادوا أن يوقفوا هذا الزحف لكن المسيرة متواصلة وبقت تزداد بعناد ابدي ليلتحق فيها كل عام تكتل بشري هائل يجمع بين أطرافه الأطفال والشباب والشيوخ والنساء من مختلف المستويات ليثبتوا بان النسيج العراقي واحد لا يمكن تمزيقه وغير ممكن زرع الفرقة بينه لان هذا الشعب المسالم الطيب الذي يفتح ذراعيه للحب لكنه صلب لا يمكن كسره سوف يستمر بمسيرته لا يمكن لأي حاقد أن يزرع الفرقة بينه وبالتالي فان ما يقوموا به لا يمكن للسنين أن تدثره أو تمحيه طالما هو صادر من قناعات معينة وإيمان مطلق بان ثورة الحسين درس امتد على مدى التاريخ وصدى بقى يتردد في الأعالي واخذ صوته ينتشر في كافة الأصقاع ليحدث دويا قويا يسير على هداه كل الناس .بعد ان أيقنوا بالأهداف السامية لهذه الثورة ومدى الاستجابة لطموحاتها وتصوراتها .

ان هذا الطريق ومهما اشتدت به المصاعب فانه سيكون طريق سالك ومن السهولة الوصول من خلاله الى الهدف المبتغى طالما كان هذا الهدف ساميا ومبني على أساس متين من المودة والمحبة لان هذه المجاميع الزاحفة نحو ضريح إمامها فإنها تريد ان تتقرب الى ثائر بطل نذر نفسه للدفاع عن مصالح البسطاء والمستضعفين والذين أحس بأنهم بحاجة الى الوقوف الى جانبهم لأنة ليس بحاجة إلى مال أو جاه وسلطة وهو المولود في أقدس بقعة وتربى في بيت النبوة والرسالة لكن إحساسه بالضيم والاضطهاد وان هناك فئة باغية قد استبدت بالحكم وأخذت تتحكم بمصائر المؤمنين وتسير الأمور على هواها قد دفعه للقيام بثورته العملاقة التي بقت خالدة لا يمكن أن تمحى على مدى التاريخ لذا فان الطريق الممتد إلى كربلاء والمزدحم بهذه الوجوه التي علتها غبرة والزمن وكدح السنين فإنها ستتنفس عبيرا طيبا وهي تواجه الريح القادمة من الضريح الشريف بعد أن تتوسد أحلامها وتعود محملة بالذكرى والحنين وقد أفرغت همومها وصبرها في حضرة شريفة تحل فيها المشاكل وتخف المعضلات ليكون فاتحة خير للناس عسى أن يفرج عنها الكرب الذي يحيط بها ويحول أمانيها التي أرادت تحقيقها إلى مشاريع صادقة تعود عليها بالخير لتعوض تعبها ومعاناتها التي عانتها وهي تتصدى للحكم الدكتاتوري وتتحدى الإرهاب لتنتخب حكومة جديدة تريد منها تحقيق ما افتقدته بالماضي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك