إيليا إمامي #Ailia_Emame
* يمكنك أن تختصر المقال بالرواية التي نقلتها في آخره .. ويمكنك أن تبقى معي خطوة بخطوة .. لننتهي الى نفس الرواية ونفهمها بشكل أوضح .. الأمر لك .. ونحن نبدأ :
* في الحوارات التي تجمعني مع الشباب .. دائماً أسمعهم يقولون ( هناك هجوم على الدين لامثيل له من قبل )
وأجيبُ دائماً : بأنه لامثيل له بحسب عمرك وإدراكك وماتعرفه فقط .. أما الواقع .. فكل ما تراه هو تكرار مستمر منذ مئات السنين .. وعجلة الأحداث تدور بهذا الصراع المستنسخ من البداية .. فقط عليك أن تكثر من مطالعة كتب التاريخ لتتأكد بنفسك أنه لاشيئ جديد .. وتفهم المقولة ( التاريخ يعيد نفسه ) .
* وعندما أجدهم يصعب عليهم التصديق .. أطرح تحدياً مفاده ( من يأتيني بأي إساءة أو مؤامرة على الدين تحصل للمرة الأولى ويعجزني عن ذكر سابقة مماثلة من التاريخ .. فله جائزة كذا ) .
* وأقول لبعضهم مازحاً : يا أخي حتى الموضوع ( ركوب الموجة ) الجديد بنظركم .. تكلم عنه القرآن الكريم قبل 1400 سنة .. وانتقد راكبي الأمواج في الآية ( 141 ) من سورة النساء.
* صدقوني يا أحبتي وإخوتي .. انه اختلاف العنوانين والاشكال فقط .. أما روح الصراع فهي واحدة .. وستبقى حتى يوم الحسم ( عجل الله فرج سيد الحسم ) .
فلماذا كل هذا الإحباط والتأفف ؟ ولماذا الخروج عن التوازن والتصرف بردات فعل متوترة ؟
* أنا لا أدعوك للتوقف عن نصرة الدين .. بل أدعوك للتفكر في ردود أفعالك .. فهناك فرق بين ردود المصدوم الذي يتصرف مع الحدث بذهول وغضب وكأنه يحصل للمرة الأولى .. وردود الخبير الوازن .. الذي أوسعت الأحداث صدره .. وصقلت تجربته .. فأصبح السكوت والتجاهل .. والرد البارد الخفيف .. والرد الساخن العنيف .. كلها اختياراتٌ تحت تصرفه وطوع إرادته .
* حتى هذه اللحظة .. عدد بناتنا _ الله يهديهن _ اللواتي رفعن أو رددن شعارات مسيئة للدين والمتدينين واشتهرت في مواقع التواصل .. لايتعدى العشرين .
* أي ما يقل عن عدد النساء المحتشمات المؤدبات المتواجدات على مساحة 5 متر مربع فقط .. من طريق الزيارة الاربعينية الممتد لمئات الكليومترات .. فهل تدرك الفرق ؟ !!
* والسؤال هو : لماذا بعض أحبتنا مستفزٌ جداً ؟ ويثيره أي شيئ ببساطة ؟
هل تعلمون أن العصبية من طرفكم تغري الطرف الآخر بالمزيد من المحاولات للتسلية والضحك واللعب على أعصابكم ؟
* الأفضل لنا أن نفهم بشكل جيد .. أن طبيعة الصراع المكرر .. تقول أن هذا الجيل مقبل على انقسام حاد في ثقافته وبنيته النفسية :
* قسم أول : إختار وضع نفسه وسط محيط يعادي الدين .. ومملوء بالقصص الخيالية عن المراجع والمتدينين .. حتى أصبح لديه نفور نفسي لايستطيع الخروج منه .
بل لايستطيع الاقتراب من متدين واحد ليرى هل هم فعلاً يعضون ويأكلون لحوم البشر أم لا .
* ورغم أنه هنا في العراق بلد العلماء والمقدسات .. لكنه لايقترب من هذه ( المخلوقات التي تؤمن بالدين ) لأنه مقتنع تماماً بأنهم بين جاهل مستعد للقتل .. ودجال يضحك على الذقون ويسلب الأموال .
في السابق كان هذا المحيط يسمى ( رفقاء السوء ) والآن أضيفت له صفحات السوء وكروبات السوء وو .. ولكن النتيجة واحدة .
* قسم آخر : أدركته يد الرحمة الإلهية فثبت قلبه على الحق وأصبح كالجبل وسط أمواج الفتن والدعايات .. لايهزه شيئ ولا يكسره انكشاف حقيقة بعض المتسترين بالدين .. فهو متبع للدين وليس لمدعي التدين .
* هؤلاء هم الكحل في العين .. والملح في الطعام .
عن مالك بن ضمرة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لشيعته :
(( كونوا في الناس كالنحل في الطير، ليس شئ من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو يعلم ما في أجوافها لم يفعل بها كما يفعل، خالطوا الناس بأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فإن لكل امرئ ما اكتسب وهو يوم القيامة مع من أحب، أما إنكم لن تروا ما تحبون وما تأملون - يا معشر الشيعة - حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين، وحتى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلا كالكحل في العين، أو كالملح في الطعام، وهو أقل الزاد ))
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)