إشراق علي
"الأمن القومي
كيف الإعلام الإسرائيلي نشاطه وفق أوضاع الدولة الإسرائيلية وأحوالها. فمبدأ «الأمن القومي الإسرائيلي» يرتبط ارتباطا وثيقا بالمجال الحيوي للدولة والذي يبرر مفهومها للسيطرة، والذي أصبح هو مفهوم «السلام لدى إسرائيل».
وقد ترتب على هذا المبدأ «حق السيطرة» الذي يستند إلى اعتبارات الأمن القومي المتمثل في حق الدفاع الشرعي عن النفس، الذي يكفله القانون الدولي لكل دولة للحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها وهو ما وظفته إسرائيل في حروبها مع العرب في إطار ما نسميه «بالحروب الوقائية» دفاعا عن مفهومها للسلام، وهذا ما يتضح من خلال ضرب إسرائيل للمفاعل النووي العراقي في عام (۱۹۸۱) المخصص للأغراض السلمية وذلك لعرقلة أي تقدم عربي وهو ما يعتبر من الثوابت الأمنية في الفكر السياسي والعسكري الإستراتيجي الصهيوني.
كما انبثق «حق التتبع» أي تعقب من يسميهم الإعلام الإسرائيلي «بالمخربين» و«الإرهابيين»، «أعداء السلام»، الذين يفرون عبر الحدود. على هذا المبدأ عملت إسرائيل أيضا على تصفية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وغزوها المتكرر للبنان مرورا بمجزرة قانا في نيسان من العام (۱۹۹۹).
لذلك يعكس الإعلام الإسرائيلي الوجه المسالم الإسرائيل «فهي لا تريد إلا السلام، وهدفها الأول أن تعيش بسلام مع جيرانها العرب»، فالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هو من أجل السلام. فعندما تم احتلال الأراضي العربية عام (۱۹۹۷) قال رئيس الوزراء آنذاك ليفي أشكول «إن المناطق التي تم احتلالها تعتبر بمثابة رهن للسلام». كما جاء في مقال (إسرائيل زامير) الذي نشرته صحيفة (عل همشمار):
"کانت الحكومة بما فيها بيغن على استعداد لإعادة هذه المناطق مقابل السلام ولو كانت إسرائيل وجدت تجاوبا في الستينيات أو بداية السبعينيات في شكل تسويات سلمية حول الحدود السابقة لحرب الأيام الستة لاكتفينا بتلك الحدود وعقدنا سلاما مع جيراننا."
وهكذا يستخدم الإعلام الإسرائيلي مفهوم العنف واحتلال الأراضي کمبرر إلى الوصول إلى السلام والحفاظ على الأمن، وأن العرب هم أعداء السلام الذين يصرون على «إلقاء اليهود في البحر» لأسباب عرقية تتمثل بعداء العرب للسامية وكراهيتهم لليهود الذين يعيشون في دولة صغيرة مسالمة تحارب دفاعا عن النفس وحماية الوجود.
ومن هذا المنطلق يتكيف الإعلام الإسرائيلي مع مخططات الصهيونية والدولة الإسرائيلية مرحلة مرحلة من حيث الأهداف والوظائف فمن الحقوق التاريخية لليهود في فلسطين إلى مرحلة الحقوق السياسية، ومن ثم تأتي مرحلة الحقوق القانونية. وبهذا الأسلوب من التدرج تحقق الأهداف." (1)_____________
1- كتاب: الإعلام الإسرائيلي ومحددات الصراع: الصحافة نموذجا / لـ د. عاطف عودة الرفوع/ صفحة: 64-66
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)