إعداد: إشراق علي
"ثانيا: الأهمية السياسية
تتبين الأهمية السياسية للعراق من خلال دورة الإقليمي في التوازنات الإقليمية وتأثيره على الأنظمة السياسية، أي دوره الإقليمي على صعيد المنطقة، ويكفي أن نشير إلى دور العراق سیاسیا عقب اتفاقية كامب ديفيد 1977 ودوره في قرارات الجامعة العربية تجاه القضايا العربية المصيرية ثم دوره في إقامة (مجلس التعاون العربي) عام 1989، وضم كلا من مصر والأردن واليمن الشمالي إلى جانب العراق، كصيغة للتعاون الإقليمي بين الأقطار العربية المذكورة، وكأسلوب لتحقيق قدر من الاستقرار والتوازن في المنطقة في ضوء وجود تهدیدات تتعلق بـ(إسرائيل).
ومن جانب آخر، فان تبني العراق مواقف معادية للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة كالسيطرة على ثرواتها وموقفها المساند لـ(إسرائيل) حيث الدعم والمساندة خصوصا في المجالين العسكري والاقتصادي أدركت الولايات المتحدة الأمريكية الأهمية السياسية الاستراتيجية لدور العراق في منطقة الشرق الأوسط منذ وقت مبكر خصوصا ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبداية الحرب الباردة فأعلنت عن برنامج النقطة الرابعة وكانت فكرة البرنامج تقوم على أساس إذا أمكن تزويد تلك الدول النامية (العراق، مصر) بمعونات اقتصادية تحتاجها، فأن ذلك يدعم جهود التنمية فيها ويحقق الاستقرار السياسي تحت سيطرة حكومات صديقة لأمريكا والنتيجة هي أن الشيوعية ستفقد جاذبيتها لتلك الدول مما يهيئ خرقا أفضل لتلبية الأمن القومي الأمريكي في هذا الجزء المهم في العالم.
وذكر (جون فوستر دالاس) وزير الخارجية الأمريكية الأسبق عام 1952: "أن العراق کدوله عربية مهتم بشكل واضح بالتهديد السوفيتي" واقترح تخصیص عشرة ملايين دولار للعراق من مجموع ثلاثين مليون دولار خصصتها وزارة الدفاع الأمريكي لمساعدة أقطار المنطقة عسكريا، وهذا يعكس مدى الأهمية التي توليها لدور العراق في المنطقة".
لكن نقطة التحول البارزة في تطور الاهتمام الأمريكي بالعراق، هو قيام حرب تشرين عام 1973 وتبني العراق سياسة استخدام النفط كوسيلة ضد الدول المؤيدة لـ(إسرائيل)، وتمكن من بلورة موقف عربي بهذا الاتجاه خلال تلك الحرب، وكان من بين أهم الآثار المترتبة على تلك السياسة ارتفاع أسعار النفط عالمية آنذاك وهو ما أطلق عليه (بالصدمة البترولية) وقد أفرزت سیاسات العراق ومواقفه خلال تلك الحرب العديد من النتائج أهمها:
1- قدرة العراق في التأثير على السياسات العملية باتجاه الضغط على المصالح الأمريكية والأوربية.
2- أن العراق يشكل عملية الظهير الاستراتيجي لدول المواجهة العربية ضد إسرائيل.
3- خطورة السياسات العراقية على المصالح الغربية والأمريكية منها بشكل خاص.
أما بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، فقد برزت الاستراتيجية الكونية للولايات المتحدة الأمريكية بوصفها قائدة للنظام الدولي، ومن ثم سعيها لفرض سيطرتها وهيمنتها على العالم.
ولتأكيد استمرار هذه السيطرة، افتعلت أزمة الخليج عام 1990، كنتيجة لدخول العراق الكويت وبهذا انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، وعد العراق اکبر تهديد للمصالح الأمريكية في منطقة الخليج العربي، فجاءت ضرورة احتواء العراق وأدلجته وفق الأنموذج الأمريكي بما يتلائم وضمان المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية.
ونتيجة لذلك سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى:
1- منع صيرورة العراق قوة إقليمية بأية وسيلة من الوسائل.
2- منع العراق من التأثير في السوق العالمية.
3- إلغاء أي دور للعراق في المنطقة العربية.
4- إبعاد العراق عن التأثير في الترتيبات الإقليمية، كالنظام الشرق أوسطي.
5- حماية أنظمة الحكم الموالية للولايات المتحدة الأمريكية.
وفعلا عمدت الإدارة الأمريكية لاحتلال العراق واحتواء قدراته وتطوره وبالتالي احتواء دوره السياسي في المنطقة في 9/4/2003، كسبيل لتحقيق مصالحها التي منها احتواء الأطراف الإقليمية ذات الفلسفة السياسية المناوئة للولايات المتحدة الأمريكية."
رابط المقالة الأولى التي تمثل بداية هذا الموضوع:
أولا: الأهمية الجيواستراتيجية للعراق
https://www.facebook.com/kakqkakqkakqk/posts/201608837901748
1- كتاب: العلاقات الإيرانية الأمريكية: توافق أم تقاطع/ لـ محمد طالب حميد/ من صفحة 108 الى 110
،،،،،،،،،،،،،،،
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)