وصفي الأمين
الهدف من وراء الغارات الأميركية الإسرائيلية الأخيرة على مواقع للحشد الشعبي، على الحدود مع سوريا في الأنبار، هو رفع درجة الضغط على الحشد، وتوسيع المواجهة. فبعد التحريض عليه في الشارع، أُطلِقَ العنان لداعش، واليوم قصف مباشر لمواقعه. يسعى الأميركيون إلى إرهاق الحشد وتشتيت قواه بتعدد الجبهات والأعداء، وتنوع طبيعة المواجهات.
رد الحشد مؤكد ولن يكون متناسباً، ولا مهادتناً.
المشهد العراقي بات أكثر خطورة، ودائرة العنف مرشحة بقوة للاتساع. وهنا ينبغي الإشارة إلى رمزية المكان في الاستهداف اليوم، القائم - البوكمال:
هو أولاً معبر استراتيجي وحيوي بالنسبة لمحور المقاومة (خصوصاً بالنسبة للبنان في المواجهة الحالية).
إغلاقه هدف استراتيجي للمعسكر المعادي، لقطع أي تواصل بري، مع سوريا ولبنان.
وثانياً، هو يقع في منطقة الأنبار، التي يعمل الأميركيون والإسرائيليون على جعلها وطناً بديلاً للفلسطينيين.
الأميركي، كعادته، عندما يفشل حلفاؤه بتحقيق أهدافه، يتدخل مباشرة، فيكشف عن حقيقة بعض ما يجري في الساحات، وطبيعة ما يخطط له.
اليوم يتدخل عسكرياً، وبشكل مباشر، ضد فصائل المقاومة في العراق، بعدما أخفقت أدواته وفشل عملاؤه. ومحصلة هذا التدخل ستكون لصالح محور المقاومة، على المستويين الميداني والسياسي. وسيضع الطبقة السياسية العراقية أمام خيارين لا ثالث لهما:
الاصطفاف مع الحشد وخلفه.
أو كشف كل طرف عن توجهه وأجندته الحقيقية، وهو ما سيفضي حتماً إلى انكشاف الخروقات الأميركية داخل المؤسسات العسكرية والأمنية، فضلاً عن الموقف الحقيقي لقوى سياسية ظلت خياراتها ملتبسة، بل ومثيرة للشكوك، طيلة الفترة الماضية(الأكراد مثالاً).
والنتيجة، رفع درجة المواجهة مع الأميركيين، سياسياً وعسكرياً إلى مستوى غير مسبوق.
وبما أن الأميركي ليس في وارد الدخول في مواجهة خطرة ومكشوفة حالياً، خصوصاً في العراق، فإنه كعادته، خلال الفترة الماضية، سيتراجع بشكل مخزٍ، ثم يتخلي عن أدواته وعملائه، ويتركهم لمصيرهم.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)