الشيخ محمد الربيعي
في الماضي ،وحتى قبل ميلاد السيد المسيح (ع) كان هناك حكام يستمر حكمهم مدى الحياة ،وكانت هناك أيضا حكومات توكل المناصب والمسؤوليات للأفراد لمدد محدودة ثم توكل بعد انتهاء المدة الى غيرهم وفي أكثر الحكومات في عالم اليوم تحدد مدة زمنية معينة للأفراد الذين يتسلمون مناصب مثل رئاسة الجمهورية ،ومجلس النواب وحتى القضاء.
( وليس هناك في مصادرنا الدينية دلالات صريحة _ بشأن غير المعصومين _ حول مدة الحكم والسلطة وهل تكون دائمية أم مؤقته ) ،ويبدو أن هذا الامر متروك لفهم عقلاء كل قوم ليقرروا أفضل السبل على أساس مصالح وتجارب البشر.
ولا يخفى اليوم أفضلية ورجحان تحديد مدة التصدي للحكم ،على الحكم مدى الحياة وذلك من اجل أن يكون من ممكن استبدال الحكام في حال مخالفتهم للدستور بحكام اكفأ وأصلح ولكن عندما يكون تولي الحاكم للحكم مدى الحياة يضمحل هذا الاحتمال كثيرا وكثيرا ما يميل الحاكم الى الاستيلاء على كل مراكز القوة ويفرض عليها سلطته ومن طبيعي أن عزل مثل هذا الحاكم ليس بالامر الهين فكثيرا مايلحق بالمجتمع خسائر فادحة فنقول تبقى تحديد مدة الحكم صمام امان لعدم طغيان الحاكم من جهة وعدم ديمومة ظلمة لشعبة من جهة اخرى وان كان عادلا فاكيدا الشعب سيختاره.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)