المقالات

الدولة المدنية .... الوجه الآخر للعلمانية

1628 2019-12-22

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

 

تتجلى عظمة الإسلام ،بانه دين عقيدة وسلوك، عقيدة لأنه يربط الإنسان بالمعبود الحق وهو الله سبحانه وتعالى فلا معبود سواه إلا هو؛فقد ترسخ هذا الإعتقاد لدى الجنس البشري منذ الخلق الأول للإنسان وإلى يومنا هذا ، والنصوص القرآنية زاخرة بهذا الإرتباط الوثيق بين الإنسان وربه ، لايسع المجال لذكرها ؛ ولأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تغيير لخلق الله ولا تبديل،فالله جل وعلا لم يترك هذا الإنسان سدى ولم يخط له النهج الحياتي القويم وإنما أرسل الرسل والأنبياء والمصلحين ليكونوا هداة لهذا الكائن وتعليم هذا الإنسان سبيل النجاة والفوز بالعالم المثالي الراقي الذين هو الجنة التي أعدها المعبود الحق لمن نجح في الإختبار واجتاز الصراط المستقيم.
وهو سلوك لأنه نظام متكامل وضعته يد القدرة الإلهية لتنظيم حياة الإنسان في عالم الحضور ،فلا يحتاج إلى مقوّم أو أيدلوجية من وضع البشر فالعليم الخبير هو أعلم بحاجات الإنسان منذ نفخة الروح فيه إلى شهقة خروجها من الجسد؛ وعندما ناتي على مفهوم الحضارة نراه متجسد في الاسلام ، فكل الحضارات القديمة سادت ثم بادت؛الا الحضارة الإسلامية فهي تتجدد مع تجدد الحياة وتعطي أجوبة على كل سؤال يمكن أن يتبادر إلى العقل الإنساني؛ عكس النظريات والاطروحات الإنسانية التي لم تصمد طويلا بسبب محدوديتها وحسب محدودية العقل البشري.
واليوم نرى دعاة المدنية يحاولون جهدهم ايجاد أرضية صلبة لتحييد الدين عن مجمل حياة المجتمع، متأثرين ببريق مسمى الحضارة المادية الغربية التي فصلت الدين عن حياة شعوبها وأبقت هامش الدين حبيس الكنائس والكاتدرائيات والمعابد حتى أنهم قَولبوا الدين في كيان حبيس الجدران واعطوه صفة دولة تشريفات لا أكثر وهو الكنيسة الكاثوليكية في وسط روما وغيرها من كنائس الطوائف الأخرى.
لقد فات دعاة المدنية أن فصل الدين عن السياسة وأبعاد احكام الاسلام ،ماهو إلا ترتيب أثر وضعي بتغيير خريطة طريق حاكمية الإنسان التي أودع الله فيه قدرته على سائر الموجودات ....(عبدي اطعني تكن مثلي تقل للشي كن فيكون).
من هنا تكمن أهمية الإرتباط باحكام الله والتي ترسم طريق السعادة الأبدية النورانية والتخلص من اعباء الحياة الترابية الفانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك