عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي
تتجلى عظمة الإسلام ،بانه دين عقيدة وسلوك، عقيدة لأنه يربط الإنسان بالمعبود الحق وهو الله سبحانه وتعالى فلا معبود سواه إلا هو؛فقد ترسخ هذا الإعتقاد لدى الجنس البشري منذ الخلق الأول للإنسان وإلى يومنا هذا ، والنصوص القرآنية زاخرة بهذا الإرتباط الوثيق بين الإنسان وربه ، لايسع المجال لذكرها ؛ ولأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تغيير لخلق الله ولا تبديل،فالله جل وعلا لم يترك هذا الإنسان سدى ولم يخط له النهج الحياتي القويم وإنما أرسل الرسل والأنبياء والمصلحين ليكونوا هداة لهذا الكائن وتعليم هذا الإنسان سبيل النجاة والفوز بالعالم المثالي الراقي الذين هو الجنة التي أعدها المعبود الحق لمن نجح في الإختبار واجتاز الصراط المستقيم.
وهو سلوك لأنه نظام متكامل وضعته يد القدرة الإلهية لتنظيم حياة الإنسان في عالم الحضور ،فلا يحتاج إلى مقوّم أو أيدلوجية من وضع البشر فالعليم الخبير هو أعلم بحاجات الإنسان منذ نفخة الروح فيه إلى شهقة خروجها من الجسد؛ وعندما ناتي على مفهوم الحضارة نراه متجسد في الاسلام ، فكل الحضارات القديمة سادت ثم بادت؛الا الحضارة الإسلامية فهي تتجدد مع تجدد الحياة وتعطي أجوبة على كل سؤال يمكن أن يتبادر إلى العقل الإنساني؛ عكس النظريات والاطروحات الإنسانية التي لم تصمد طويلا بسبب محدوديتها وحسب محدودية العقل البشري.
واليوم نرى دعاة المدنية يحاولون جهدهم ايجاد أرضية صلبة لتحييد الدين عن مجمل حياة المجتمع، متأثرين ببريق مسمى الحضارة المادية الغربية التي فصلت الدين عن حياة شعوبها وأبقت هامش الدين حبيس الكنائس والكاتدرائيات والمعابد حتى أنهم قَولبوا الدين في كيان حبيس الجدران واعطوه صفة دولة تشريفات لا أكثر وهو الكنيسة الكاثوليكية في وسط روما وغيرها من كنائس الطوائف الأخرى.
لقد فات دعاة المدنية أن فصل الدين عن السياسة وأبعاد احكام الاسلام ،ماهو إلا ترتيب أثر وضعي بتغيير خريطة طريق حاكمية الإنسان التي أودع الله فيه قدرته على سائر الموجودات ....(عبدي اطعني تكن مثلي تقل للشي كن فيكون).
من هنا تكمن أهمية الإرتباط باحكام الله والتي ترسم طريق السعادة الأبدية النورانية والتخلص من اعباء الحياة الترابية الفانية.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)