المقالات

الانتخابات المبكرة أتت متأخرة

1297 2019-12-22

رأفت الياسر

 

طرحت المرجعية في خطبتها الاخيرة بتاريخ 20/12/2019م ورقة الانتخابات المبكرة لأول مرة بشكل صريح وهذا يشكل انعطافاً مفصلياً بطريقة تعاملها مع الاحداث

استخدم البعض هذه المسألة للأطاحة بخصومه التي رفضت الانتخابات المبكرة سابقاً مُستدلة بهذه الخطبة على بُعد هؤلاء الخصوم من المرجعية ومخالفتهم لها.

هذا الاستخدام الاعلامي فيه توظيف مُقزز ضمن التراشق المتبادل في مواقع التواصل. وللتعليق على هذا الموضوع اذكر عدة تعليقات:

1- المرجعية كانت ضد تغيير الحكومة او بالحد الادنى لم تدعو لذلك بل حملّت منذ الايام الاولى للفتنة  البرلمان مسؤولية ما يجري والحكومة بالدرجة الثانيةلأن مشكلة المتظاهرين ليست مع الحكومة ذات العام الواحد و انما مع مجمل النظام السياسي. ولكن المرجعية فيما بعد نوهت لتغيير الحكومة!

لماذا هذا التغيّر؟

2- المرجعية في الايام الاولى  اكدت على مسألة الانتخابات الدورية الغير مبكرة بعبارة هذا نصها:"لقد سعت المرجعية الدينية مُنذُ سقوط النظام الاستبدادي السابق في أن يحلّ مكانه نظامٌ يعتمد التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة عبر الرجوع الى صناديق الاقتراع، في انتخابات دورية حرّة ونزيهة"

ثم عدلت ودعت للانتخابات المبكرة

لماذا هذا التبيان او الانعطاف في مواقف المرجعية؟

- في الواقع قدمت - اي المرجعية-

 مجموعة من الفرص للطبقة السياسية خلال فترة الازمة المنصرمة لَأن تتخذ هذه الطبقة مجموعة من القرارات السريعة التي بأمكانها اقناع الشارع ولكنها فشلت بل استمرت بفشلها عند انسحاب الكرد والكتل السنية من جلسات البرلمان وهذا يعني أن الفاعلين السياسين لم يعوا المخاطر لهذه اللحظةولم يستفيدوا من الفرصة منذ 1/10 الى الان

- نتيجة لما تقدم فأن مخاوف ربما ستحصل بسبب عدم قدرة المسؤولين الى احتواء الازمة كما عبرت بخطبتها :"إنّ أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب الى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي -لا سمح الله-، هو الرجوع الى الشعب بإجراء انتخاباتٍ مبكّرة"

ثلاث عبارات تدق ناقوس الخطر ذكرتها المرجعية (الذهاب الى المجهول , الفوضى, الاقتتال الداخلي) وهنا حسب فهمي القاصران المرجعية ما زالت رافضة لفكرة الانتخابات المبكرة كجزء من الاصلاحات وأنما هي كتكيك مرغمة عليه لأبعاد العراق من شبح الحرب الاهلية!

والخروج من الازمة لا أكثر

لماذا تتكلم عن الحرب الاهلية وهي تدعم المتظاهر السلمي، الى يبدو في ذلك تناقض؟

المرجعية هنا تشير الى لاعب خطر وشرس ومُتمرس يملك بأدواته القدرة لخلط الاوراق- الفوضى- وافتعال حرب اهلية وهذا اللاعب ماكر ومتمكن لدرجة أن الاجهزة الامنية غير قادرة على استيعابه وإرادته أقوى من أرادة المتظاهر السلمي فهو مندس بيهم ما لم يميزوا صفوفهم. و إلا لو كانت المرجعية مع ورقة الانتخابات المبكرة وتغيير الحكومة لماذا لم تدعو لهما منذ الايام الاولى للازمة؟

لماذا تنتظر التصعيد واستمرار الاحتقان لتشير لتغيير تلك او اجراء هذه الان؟

ختاماً  تشير المرجعية في خطبتها حول وظائف الحكومة الجديدة:

".... وإجراء الانتخابات القادمة في أجواء مطمئنة، بعيدة عن التأثيرات الجانبيّة للمال أو السلاح غير القانونيّ وعن التدخّلات الخارجيّة"

هنا تشير الى شيء لم يُذكر في العادة

فنحن ندرك أن هناك اجندات خارجية و أموال تُحرق لكن تأثير السلاح في العملية الانتخابية هذه لم يُشر لها سابقاً- على حد علمي-

فأن هذه الوظيفة والعوامل الاساسية للحكومة فيما فشلت بتحقيقها يعني فقد الناخب بالعملية الانتخابية وذهاب البلد للمجهول واحتمال الحرب الاهلية والاقتتال الداخلي

و بما أن التأثيرات الجانبية للمال والتدخلات الخارجية حاضرة فأن مخاطر اجراء انتخابات في ظل اجواء مقبولة عملية صعبة جداً

لأن العقل الجمعي موظف باتجاه واحد وفيما لو أتت النتائج في غير ما يريده هذا العقل

 فأن عصابات المولتوف لن تهدأ وسينزل السلاح الخارج عن القانون

ولهذا فان فالمرجعية  هنا اكدت ضمن وظائف الحكومة لضرورة فرضها لهيبة الدولة الان ومستقبلاً.

وعليه فأن أجراء الانتخابات المبكرة في هذه الظروف مُرّ لا بُد منه ومجازفة فيما لم يتدارك المسؤولون في البلاد لخطورة الاوضاع وعدم قدرتهم على استعادة الثقة بالقواعد الشعبة بأسرع وقت ممكن

وغير ذلك ستكون الساحة للتدخلات الاجنبية وأموالها وقنابل المولتوف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك