عقيل الناصر الطربوشي
في 18من ذي الحجة في العام العاشر من الهجرة ،واثناء رجوع المسلمين من الحج وفي طريقهم الى المدينة ،امر الرسول (ص)بالتوقف في مكان يعرف بغدير خم ،حيث قام الرسول بالقاء بعض الوصايا المهمة على المسلمين ،ثم اعقب ذلك بتبيان فضل علي بن ابي طالب على وجه الخصوص،فقد نصب الرسول الاعظم المصطفى (ص)بأمر من الله عز وجل علي بن ابي طالب (ع)خليفة ووصيا وإماما ووليا من بعده .
أنه يوم عظيم وهو ثاني اهم حدث في الاسلام بعد البعثة النبوية، المباركة هو عيد بل اعظم الاعياد وهو عيد الله الاكبر،ومابعث الله عز وجل نبيا قط الا وتعيد في هذا اليوم ،لانه يوم أكمال الدين واتمام النعمة .
يوم الغدير يتجدد اثره ويتعاظم كلما ازداد به الناس معرفة ،ويمتد في الافاق صيته،كلما غاص الباحثون في اعماق تاريخه وجلوا اسراره وثوروا كامن كنوزه ، انه اليوم الذي حدد فيه النبي الاعظم، امر الحكومة وبين مثال الحكم الاسلامي الى الابد،كاشفا ان لقدوة للحاكم الاسلامي في هذا الانسان الاسمى المختار إلاهيا.
عيد الغدير :هو اكبر الاعياد الدينية ،فهو عيد المستضعفين وعيد المحرومين في العالم ،اجمع العيد الذي اختار فيه الباري تبارك وتعالى،امير المؤمنين (ع)بواسطة الرسول الاكرم (ص)لتطبيق الاهداف الالهية ،وتبليغها ومواصلة طريق الانبياء ،أن الابعاد الخفية فيه اكثر من الابعاد الظاهرة ،وهذه هي الابعاد نفسها التي وصلت وتصل اليها يد البشر،لقد جمعت في شخصية هذا الرجل أبعاد كثيرة ،فحينا تراه زاهدا من أكبر الزهاد ،وتجده كذلك مقاتلا مقداما مستبسلا ،في الدفاع عن الاسلام. أن هذه الابعاد والصفات لاتجتمع في اشخاص عاديين،فالزاهد من الافراد العادييين ليس مقاتلا والمقاتل ليس زاهدا كما هو معروف .لقد ثار الامام علي (ع)نفسه على معاوية اذ كان يتستر بالاسلام ،ويدعي القيام باعمال اسلامية.
واقعة غدير خم احد الاسسس العقيدية ،التي يرتكزعليها الدين وهي منهج المسلمين ،والصراط المستقيم الذي ان تمسك به المسلم سلك طريق السعادة الابدية ،في الدنيا والاخرة ،لان الولاية هي كمال لطريق الرسالة المحمدية ،وضمان لاستمرار دين الله وصيانة للعقيدة ،وبدونها يظل الدين ناقصا مثلوما .
من هنا يأتي احياء هذا العيد على مدى القرون،اقتداء بصاحب الرسالة ،الذي اعتبر هذا اليوم أعظم الاعياد الدينية ،وهي حدث خالد وقد شاءت الحكم الالهية ،ان تظل شعلة هذه الواقعة وهاجة بنورها ،طوال التاريخ البشري والى الابد ،اسرت القلوب بنورها ،فانبرت اقلام كتاب المسلمين في كل العصور،تكتب عنها في كتب التفسير والتاريخ والحديث والكلام ،وارتفعت اصوات الخطباء لتتغنى بماثرها عبر مجالس الوعظ ،واستلهم المداحون من معانيها ليبقوا على جذوة الفضيلة متقدة، ومستعرة ،مقدمين،فروض،الولاء والطاعة لصاحب الذكرى
https://telegram.me/buratha