المقالات

رؤيتنا في الدولة الجديدة كي لا نجد أنفسنا تائهين ثمانين عاماً أخرى

1228 16:48:00 2008-02-05

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

أي استعراض لطبيعة الأنظمة التي توالت على حكم البلاد ستفرز العملية الاستعراضية هذه أنماطاً تتوزع بين ما هو ملكي لا ينتمي الى الانظمة الملكية كما هو عليه الحال في البلدان المجاورة كالسعودية والاردن وما هو ابعد كالمغرب وبعض البلدان الاوربية وبين ما هو جمهوري لكنه بعيدا عن هذا النمط الراقي في معظم بلدان العالم الا انه لا يعدو كونه نظاما دخل القصر الجمهوري من ساحة عرضات الفرقة او اللواء او الفوج كما عشنا ذلك كعراقيين في مفاصل زمنية عديدة كـ الـ58 و63 و66 و68 و79 وانماطا عديدة اخرى لم يكتب لها النجاح.

وبين ما هو سياسي لا ينتمي للايدلوجيا السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او الثقافية المعروفة الامر الذي جرّد تلك الانظمة من اية هوية سياسية حقيقية بما فيها اليسارية او الاشتراكية او القومية وان كانت تدعي ذلك.هذه الانماط عاصرتها اجيال عراقية امتدت منذ اربعينيات القرن الماضي حتى الالفية الثالثة ولعل في انكفاء هذه التجارب او انزياحها عن الخارطة السياسية العراقية هيّأ اجواء نفسية وسياسية وواقعية للبحث عن البديل السياسي الذي لا يتشابه مع الانماط تلك لضمان عدم العودة الى الدوائر او الحقب الفاشلة ولكي لا نجد انفسنا ضائعين تائهين لثمانين عاما اخرى في انفاق سياسية واقتصادية واجتماعية لا تنتمي الى المدارس المتخصصة في هذه الاتجاهات.

من هنا تبدو مسؤولية البحث عن النظام السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والتربوي البديل مسؤولية وطنية، استراتيجية، تأريخية، اخلاقية من الطراز الاول،وتشييداً على ذلك فان القوى السياسية العراقية عندما طرحت النظام الديمقراطي التعددي البديل بعد الشطب على حقبة صدام فانها لن ترتجل هذا القرار ارتجالاً انما ينتمي قرارها زمنياً الى حقبة تمتد الى عشرين عاماً كانت قد اخضعته خلالها الى الفحص والتمحيص والتجربة الصميمية مرة عبر الاطر السياسية التي شكلتها هذه القوى خلال حقبة ما قبل صدام ام عبر اتفاقها على تحديد الثوابت الوطنية وطبيعة صياغة خطابها السياسي وبناء منظومة علاقاتية حددت بدقة طبيعة آليات التعامل بين تلك القوى ورسمت بشكل ادق الخطوط البيانية لطبيعة النظام الذي كان مفترضاً انذاك والقائم بشكل حقيقي وواقعي حالياً.من هنا يبدو التساؤل (أية دولة نريد) ليس سؤالاً استفهامياً بقدر ما هو استفهاماً مجازياً الغرض منه التذكير والتأكيد بـ وعلى ثوابتنا الوطنية ومتبنياتنا السياسية وهذا التذكير او التأكيد لا تُعنى به الاطراف التي كانت شريكة معنا بتلك الاطر السياسية التي شكلتها الاطياف العراقية في عقدي الثمانينيات والتسعينيات وحتى خلال الفترة القصيرة التي سبقت اسقاط نظام صدام، انما هو يعني كل الاطراف العراقية ذات الحضور والامتدادات العقائدية او المذهبية او العرقية والشريك الاساس لنا في العملية السياسية القائمة حالياً في العراق.

ان القاسم المشترك الذي نعتقده متوافراً لدى الجميع هو ان هذا الجميع انما يريد دولة القانون والتعددية والشراكة لا دولة المليشيات او المنظمة السرية او الحزب الحاكم ونؤكد اعتقادنا اننا فيما اذا تمسكنا بهذا الخيار فانما سنكون قد ودعنا الى غير رجعة كل الخيارات الفاشلة التي ابتلي بها شعبنا طيلة قرن من الزمن اعطينا فيها كل شيء ولم نأخذ منها أي شيء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك