( بقلم : حامد جعفر )
والله كنت اؤمن الى يوم امس بوحدة العراق ارضا وشعبا ولم اكن اؤمن بانقسامه الى دويلات واقاليم وكنت من المتشددين في امر كركوك من ان تسيطر عليها جهة واحدة حتى شاهدت امس الناصبي هارون محمد في لقاء خاص على قناة الوهابية العوجاء قناة العهر والدجل المستقلة , فأذا به يهاجم الشيعة بنفس طائفي مقيت يذكرنا بايام استيلائهم على السلطة في انقلاب عبد السلام عارف , فانقلبت مفاهيمي رأسا على عقب . لقد كان عارف اول من حارب الشيعة في شعائرهم واغلق الاضرحة في عاشوراء كيلا يدخلها الناس و يمارسوا شعائرهم في ذكرى شهيدهم الخالد الحسين بن علي عليهما السلام .
يقول هذا القرد المنافق ان على الشيعة ان يمارسوا طقوسهم في بيوتهم ولا يحق لهم ان يخرجوا بمواكب الى الشوارع لا طمين باكين لان ذلك يخدش شعور الاخرين, وهو يقصد طبعا النواصب امثاله . فنقول له يا من تعيش اليوم على لقيمات المافية البعثية في اوربا , الم تر بام عينك العوراء كيف تخرج الشعوب في اوربا في ايام معينة في كرنفالات شعبية صاخبة جماعات وزرافات وهم يلبسون ملابس غريبة مع عربات وخيول وفرق خاصة تحمل ابواقا تنفخ وطبولا تقرع ..!! الم تر في الصين وهي دولة شيوعية كيف يسمح للشعب بان يمارس طقوسه الدينية في ايام خاصة يفعل بها الصينيون ما نعتبره نحن خرافات وخزعبلات ونضحك منها لانهم يحملون فيها الافاعي وتماثيل التنين فرحين فخورين..!! الم تر ايها العميل العفلقي الهنود الهندوس كيف يحيون شعيرتهم في كل سنة فينطلقون بالملايين حفاة عراة الى نهر الكنج المقدس لديهم ويرمون بانفسهم في مياهه للتبرك وخلاصا من الذنوب وتحقيق الامنيات كما يعتقدون , ولم ير المسلمون الهنود او السيخ ان في هذا خدشا لمشاعرهم , ذلك لان كل قوم احرار فيما يعتقدون به مالم يكن في ذلك اذى ملموس لغيرهم. كما ان في بريطانيا وفي اسكتلدا بالذات يقومون باعدة معركة النورماندي ويعدون السيوف والرماح والدروع ويلبسون الملابس الحربية القديمة وياخذون مواقعهم من كلا الطرفين ويقومون بالهجوم ولايجد الاخرون ولا العالم ضيرا في ذلك. كما اني رايت وبام عيني في امريكا واستراليا البعض يعيد واقعة السيد المسيح بالحذافير فياتون بشاب جميل يحمل صليبا كبيرا من الخشب على ظهرة وهو يمشي على الشوك والاحجار وهم يضربونه وبعد الوصول للمكان المطلوب يجبرونه على الاستلقاء على هذا الصليب ويبدأون بدق المسامير على كفيه وقدميه وركبتيه ثم يحعلون الصليب واقفا وهو مصلوب عليه ولكن لم يجد احد ضيرا في اعادة ثمثيل هذه الوقائع .
فلماذا ايها الخرف تستكثر على شيعة العراق ان يمارسوا شعائرهم في مدنهم ومناطقهم حصرا. هل ذهبوا الى الفلوجة أو العوجة او تكريت ليمارسوا هذه الشعائر ؟ انهم يفعلون ذلك في النجف وكربلاء والكاظمية ومدن الجنوب والمناطق الشيعية..والناس في هذه المناطق حتى لو كانوا سنة على مذهب ابي حنيفة النعمان(رض) فانهم يشاركون في هذه الشعائر واحيانا اكثر من الشيعة انفسهم . لقد كانت لنا جارة من الرمادي تقيم عزاء الحسين كل عام في بيتها وسمت ولدين لها كاظم وحيدر .
ان الناس في المدن الشيعية على الاطلاق يحبون امامهم الحسين ويحيون ذكراه كل عام جميعا ولا يؤذون احدا ولايجبرون احدا على المشاركة في هذه الشعائر التراثية الشعبية, بينما كانت الناس تجبر على الفرح و اظهار الغبطة الزائفة في ميلاد صدام حسين .. في ايام عاشوراء يتقرب الشيعة الموسورون الى الله فترى القدور الكبيرة من افضل الطعام, ليوزع مجانا على الناس وخصوصا الفقراء فيكرم الفقير ويحتفى باليتيم.
والعجب العجاب ان راح هذا المنافق يربط بين ثورة الحسين وحضارات العراق ولا ندري ما دخل الحسين عليه السلام بحضارات العراق القديم ؟؟ وأخذ يستصغر أمر هذه الثورة و يعظم شأن تلك الامبراطوريات أو الدويلات.. الحضارات قامت واندثرت ككل حضارات العالم ولم تترك لنا شيئا نستفيد منه, اما الحسين (ع) وعلي (ع) فقد دافعا عنا وثارا من اجلنا ومن اجل العدالة والانسانية وقتلهما سيف الطغاة المجرمين ليستعبدونا وينصبوا علينا امثالك وامثال طاغيتك صدام ومن قبله الحجاج والوليد وزياد ابن ابيه ..اما مدحك للامويين والعباسيين بانهم خدموا الاسلام فهو مردود عليك.انهم خدموا انفسهم وانشأوا امبراطورية مثل امبراطورية جنكيزخان وغزوا دول العالم لتوسيع ملكهم والتمتع بخيرات الاخرين, و حرفوا الدين العادل عن مساره الصحيح, و شربوا الخمر وسهروا الليالي مع الجواري و هز البطون و الصدور على أنغام موسيقى زرياب أو غناء طويس, أما عامة الناس فكانوا بؤساء لا يملكون ثمن رغيف الخبز.. !! و ها نحن حتى اليوم ندفع ثمن تلاعبهم بالدين و تفريق المسلمين.
حامد جعفر صوت الحرية
https://telegram.me/buratha