المقالات

بلاد بلا صحيفة كشعب بلا لسان 

809 2018-09-17

 فؤاد الطيب

( بلاد بلا صحيفة كشعب بلا لسان ) عبارة قالها إعلامي سوداني ورحل , تاركا وراءه آلية التفاعل معها , وكيفية التعاطي مع مستجدات الأحداث الكثيرة التي تتسارع في بلاده في ضل غياب وسيلة إعلامية ناطقة باسم شعبه . 
يتفق الكثير من رواد الصحافة والإعلام والعاملين في هذا المجال , على أن الصحافة العالمية أو المحدودة قد تحولت اليوم إلى مادة غذائية فكرية وثقافية لا يمكن الاستغناء عنها مع إخلاف مضامينها وموضوعاتها , ويتفق أيضا على أن وجود الوسيلة الإعلامية الناطقة باسم جهة معينة أو جمهور أو طائفة أو شعب هي لسان حالهم في إيصال مشاريعهم ومنتوجاتهم الفكرية وأهدافهم إلى الرأي العام . 
ونحن اليوم إذ نعيش في ضل صراع عالمي فكري تتناوله ألاف الصحف والمواقع الالكترونية , والحرب الإعلامية الناعمة والخشنة , بعد انحسار الصحافة التقليدية أو المطبوعة , وهيمنة ملايين المواقع الالكترونية للتواصل الاجتماعي , بهدف التأثير على الرأي العام العالمي أو المحلي من خلال تسويق مئات الخطط والأهداف والأفكار المستقبلية , والتحكم من خلالها بالأفراد والجماعات والحكام . 
وفي الوقت الذي كانت فيه الصحافة محصورة ومحدودة ولا تتجاوز المدينة التي تصدر فيها الصحيفة المطبوعة أو أي منشور ورقي , وحتى على مستوى الإعلام الفضائي , فان الإعلام بقي محدودا , ألا يجدر بنا اليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نستثمر التطور الهائل والسريع في عالم الانترنت والعولمة من خلال البوابة الالكترونية الواسعة وتبني مشاريع فكرية كثيرة من شانها المساهمة في تنوير الرأي العام بمشروعنا الإسلامي ؟ خاصة ونحن نشهد سنويا المسيرة المليونية التي تتوجه سيرا على الأقدام من أقصى المسافات صوب مدينة كربلاء المقدسة لإحياء طقوس عاشوراء . 
ورغم امتلاكنا لعشرات القنوات الفضائية التي تسعى لتصدير وتغطية الفكر الإسلامي عموما , والفكر الشيعي بصورة خاصة ومعتدلة , إلا أن هناك بالضد ما يقابلها من الفكر التسقيطي الخطير الذي يوجه ضد فكر آل البيت عليهم السلام , والمصيبة أن الأجيال الجديدة خاصة من الشباب لا تشبه أجيال أواخر القرن الماضي في اللهاث وراء الكتاب والبحث من اجل القراءة . 
والسؤال هو لماذا كل هذا التراجع الإعلامي والدفاع الخجول عن قضية عالمية مثل قضية الإمام الحسين ع , و الإجابة المناسبة لذلك , هي غياب قادة الفكر والتوجيه الحقيقيين , أو عدم القدرة على إيصال الرسالة بصورة مناسبة إلى الجمهور , إضافة إلى غياب الحرفية باستثمار الحضور الجماهيري السنوي والامتداد البشري الهائل وصولا إلى مدينة كربلاء المقدسة , لتذكير العالم برسالة الإمام الحسين عليه السلام , وإنها رسالة عالمية غير محدودة بمكان أو زمان أو امة , أضيف إلى ذلك , قيام الكثير ممن عملوا بالمتاجرة باسم قضية الحسين وجعلها غطاء لتمرير الكثير من المشاريع التدميرية ضد الإسلام , ورفع شعارات حسينية خالية من مضامينها الحقيقية في خدمة البشرية والإنسانية . 
علما أن قضية الإمام الحسين قد تمكنت من تحقيق وحدة الشعوب التي مازالت تقع تحت هيمنة الظلم والاستبداد من جلاديها ومفكريها المتطرفين ضد الفكر الإسلامي السليم , ولا يغيب عنا بالمقابل وجود آلاف المواقع للتواصل الاجتماعي التي تعمل بالضد من آلية تنوير العالم بسلمية هذه القضية المصيرية . 
نحن اليوم بحاجة إلى تكثيف الخطاب الإسلامي المعتدل , فالوسيلة الإعلامية متاحة أمامنا , ولا نريد أن نبقى بلا لسان حال يتحدث عن قضية شمولية لا تستثني مذهب أو طائفة أو دين أو عقيدة أو قانون , فقضية الإمام الحسين قضية إنصاف واعتدال وكفاح وبناء حقيقي لأسس بنيوية للمجتمعات الإنسانية في عموم المعمورة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك