المقالات

هل عاد الجمل مرةً أخرى!

1066 2018-09-09

لؤي الموسوي

 

أيادي خبيثة أنخرطت بين صفوف المتظاهرين السلميين، المطالبين بأبسط الحقوق المشروعة التي تكفل بها الدستور، غايتها العبث والتخريب في الممتلكات العامة والخاصة، في المقابل لا دور يذكر للحكومة في معالجة الوضع الراهن وحصرها قدر الإمكان، كذلك فيما يخص محاسبة الفاسدين والمقصرين والعابثين في أمن المدينة. 

 

كفل الدستور العراقي حق التظاهر للمطالبة بالحقوق المشروعة، وواجب الحكومة الاصغاء إلى تلك الأصوات وتلبية مطالبها، شريطة ذلك ان يكون التظاهر سلمي دون أن ترافقه أعمال شغب وعبث في الممتلكات العامة والخاصة. 

البلاد عامة والبصرة خاصة تعيش حالة مأساوية من ناحية الخدمات الأساسية؛ لا ماء عذب لا كهرباء لا بنى تحتية جيدة لا طرق معبدة لا مؤسسات صحية رصينة لا تعليم جيد، عدم محاسبة الفاسدين والمقصرين مما دفع المواطن البصري النزول إلى الشارع. 

 

مضى خمسة عشر عاماً على سقوط حكم البعث في العراق، وعجلة البناء في البلاد أشبه بمسير السلحفاة، لم يلمس المواطن شيء يحسن من مستواه الحياتي رغم الميزانات الأنفجارية. 

البلاد طفى على مشهدها العام، الفقر والبطالة ونقص حاد في الخدمات الاساسية، مع ظهور نخبة من السياسيين الفاسدين، همهم الوحيد بناء أمبراطوريات خاصة بهم وإن كان الثمن دماء وثروات البلاد. 

 

على سبيل المثال، الله جل وعلا خلق الأنسان وجعل عملية حياته الرئيسية مرتبطة عن طريق عملية تنفس غاز الأوكسجين، في حال لم يوفر الخالق تبارك وتعالى للأنسان غاز الأوكسجين الذي يعد بمثابة وقود الأنسان وشرطاً جازماً لحياته، كيف يأمره الله جل وعلا أن يعيش دون ان يوفر له أسباب الحياة "الأوكسجين" اليس هنا يحتج العبد على خالقه كيف يعيش من دون الوقود المخصص له؟، كذلك الآمر كيف لمواطن ان يعيش في بلد تطالبه الحكومة ان يقدم الولاء والطاعة لها، ويقدم ما تحتاجه منه سيما في الدفاع عن الوطن، بينما هو يفترش الحصباء ويلتحف السماء من دون ان يوفر الوطن وحكوماته له أبسط مستلزمات الحياة؟ 

 

البصرة وسائر محافظات العراق تستصرخ الحكومات التي تعاقبت على الحكم منذ عقدٍ ونيف مضى، من أجل توفير مستلزمات الحياة، وفي طليعة ممن ناشد تلك الحكومات مراراً وتكراراً مرجعية النجف الاشرف إلى ان قالت بحت أصواتنا من كثرة المناشدات، في المقابل لاتوجد أذآن صاغية من قِبل ساسة العراق سيما ممن تقلدوا دفة الحكم تعي تلك المناشدات والمبادرات التي أطلقتها المرجعية، ومن قِبل بعض ساسة البلاد في تفادي وقوع المحذور. 

 

الجمل يقود المعركة مجدداً، بقيادة فلول البعث والفاسدين والمقامرين من تُجار السياسة والمارقين، مرتدياً رداء الإصلاح والطلب بثأر الفقراء والأرامل واليتامى والمحرومين، منخرطاً بين المتظاهرين السلميين، من اجل ركوب الموجة لتحقيق مأرب خاصة به للغنيمة قدر الإمكان من جهة، ومن جهة أُخرى لإرجاع العراق إلى المربع الأول، تسوده الفوضى كمل تريده بعض القوة المعادية للعراق الجديد، عن طريق تطبيق الأملاءات الخارجية، التي هدفها اضعاف العراق وأن يكون أسيراً في يد الخارج.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك