المقالات

العرب والصراع الروماني الساساني

1626 2018-08-18

ثامر الحجامي

صورة مضحكة مبكية، كأنها كوميديا تراجيدية، مئات السنين مرت، أجيال من البشر ذهبت، وأخرى نشأت، لكن يبدو أن التاريخ مصر، أن يعيد أشرطته البالية وإسطوانته المشروخة، ويرجعنا الى أيامه الغابرة مرة أخرى. 

عاد عصر الدولة الساسانية،الممتدة من بلاد فارس وعاصمتها المدائن، وصراعها مع الدولة الرومانية التي تسيطر على بلاد الشام، وإتخذت من فلسطين مقرا لها، والعرب قبائل متناحرة، يغزو بعضها بعضا، هذا يستعين بالفرس على قومه، وذاك يتآمر مع الروم على أبناء عمه. 

لم يعرف العرب الحضارة إلا في منطقتين هناك في العراق حيث مملكة المناذرة التي ترزح تحت السلطة الساسانية وحضارة اليمن السعيد التي تذهب قوافل أجلاف الصحراء إليها للتجارة والتزود بالمؤنة ثم يقصدون الشام لجلب متاع يعينهم على عبادة آلهة من حجر. 

عادت الدولة الرومانية، تريد حكم العالم بوجه جديد، رغم أن العناوين مختلفة، لكن الأصل واحدة والأهداف نفسها، وأيضا كان مقرها فلسطين، رفعت شعار حقوق الإنسان، والدفاع عن الحريات، والتصدي لمحور الشر، مارست نهب ثروات الأمة وسلب خيراتها، تطيح بملوك وتستخلف آخرين، الدينار لمن يطيع، والسيف لمن يعصي. 

الدولة الساسانية لن تسمح للإمبراطورية الرومانية أن تقف على حدودها، تمد أذرعها في بقاع المعمورة وتهدد وجودها، فشمرت عن ساعدها، وأرجزت إرجوزتها، بتأييد حركات التحرر، ودعم فصائل المقاومة، إزالة اليهود من فلسطين، تصدير الثورة الإسلامية، فكان الصراع في أرض العرب، وكانوا هم الحطب وأدوات اللعب. 

عاد الصراع القديم اليوم بنفس الطريقة والإسلوب، أمريكا وإيران يتصارعان في سوريا، ويتنافسان على الإستئثار ببغداد، وأمواج الخليج متلاطمة فيما بينها لا يقر لها قرار، وأورشليم أصبحت محجا لحكام الأمة، يتسابقون إليها لبيع عذرية عروبتهم، والأمة تتقاتل فيما بينها كأعراب الجاهلية، هذا شيعي فإقطعوا رأسه، وهذا سني فإقتلوه. 

لم يعرف العرب الكرامة، إلا بعد أن خرج ذلك الرجل الأمي، من جوف الصحراء، مبشرا بفجر جديد، جامع العرب بالكلمة والسيف، فأصبح العرب أمة، حملت مشعل الحرية والإنسانية، التي جسدتها الرسالة الإسلامية، فغلبت الروم في أقصى الأرض، وإنشق إيوان كسرى، وأصبحت مملكتهم من الصين الى غرناطة، أينما تمطر فإن خراجها يعود إليهم. 

العرب قبائل وبدو حفاة، يحكمهم الروم والساسان قبل محمد، سلاطين وملوك وأمراء، وهداة للإنسانية جعلهم محمد، بلدان متفرقة، شعوب متحاربة، طوائف يقتلون بعضهم، يأتمر، بعد أن فقدوا محمد، ولن يعودوا الى سابق عهدهم، إلا بظهور محمد. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك