المقالات

الناتو العربي وقادسية الارعن!

822 2018-08-08

مروان الغريب 

 

قبل اربعين عاما تأسس ناتو عربي ضم العراق والسعودية ودول الخليج بادارة امريكية غربية كان من نتائجه حرب القادسية المشؤومة ( 1980-1988) وحقق ذلك الناتو الفاشل مقتل اكثر من مليون قتيل ومثلهم من الجرحى والمعوقين وبمباركة امريكا واموال السعودية والخليج والعراق مجتمعة. 

كانت الجمهورية الاسلامية في اول سنتها 1979 عندما قفز ارعن العراق ليخرج ببزة عسكرية ونياشين واعدا العرب ببوابة شرقية ممتنعة وصادة للتوسع المجوسي الصفوي كما زعم , وواعدا شعبه بقفزة الى عالم التقدم والعز. ولكن كانت النتائج كما توقعها كل عاقل , فالبوابة الشرقية الممتنعة وروادها ومؤيديها محو من الواقع والذاكرة بوابة فلسطين , لتصبح اسرائيل آمنة مطمئنة في رغد من العيش والسلام بينما ارعن العراق وعربان الخليج في شغل شاغل ببناء بوابة شرقية لصد الريح الصفراء كما يتخيلون.. 

الجمهورية الاسلامية في اول سنتها ورثت جيشا ممزقا وطيارين هاربين وديون واضطرابات وهي تعصف بها المؤامرات في الداخل والخارج , يراهن على سقوطها الامريكي والانكليزي وباقي الاذناب من عربان الصحراء ويشنون حربا اعلامية لاهوادة فيها وحصارا اقتصاديا وتسقيطا لم ترى مثله اي ثورة في التاريخ, املا في وئد تلك النبتة الصغيرة الفتية, وكانت احلامهم انها ستسقط باسابيع قليلة ولكن هيهات.. 

ابناء عاشوراء وابناء رمضان لم يهابوا ولم يجبنوا ولم يتخاذلوا كما يتمنى المتمنون, لتنتهي القادسية المشؤومة بالخراب والدمار والديون والفشل الذريع , وارتفعت الجمهورية الاسلامية عزا وسؤددا, ولم تترك الاقدار خصوم الجمهورية في بحبوحة عيش لتنتهي بهم في حروب فيما بينهم وغزو للدول التي اعانت وجيشت وتبرعت , وانتهى الطاغية بعدها بسنين بيد اسياده عقوبة له على فشله , ورغما عن وقوعه اسيرا بيد اسياده فاتحا فاه كالبقرة البلهاء وهم يفحصون اسنانه, كان القطعان يهتفون له ولازالوا فيا لغباء الشعوب وحماقتها . 

لقد طويت صفحة الناتو العربي عام 1980 الى مزابل التاريخ , لم يخسر فيه الامريكي والغربي واعوانهم فلسا واحدا , بل تذرعوا باحتلال لجزيرة العرب وللعراق حماية للريح الصفراء كما يدعون , فصارت البوابة الشرقية لجرذ القادسية هي بوابة الامريكي واذياله يحلمون باقفالها وسد منافذها .. 

........ 

ثم عادت فكرة الناتو العربي من جديد في الاعوام 2010 بعصابات وهابية سعودية مدعومة من الامريكي نفسه ومن الغرب وبراية جديدة بدلا عن راية القومية العربية , انها راية دولة الخرافة الوهابية السعودية التي سحقتها كتائب المقاومة لتنهي المخطط الخبيث. 

, ثم انتهى كل شئ وطويت صفحة من ناتو فاشل احمق وغبي لم يخسر فيه الامريكي فلسا واحدا وخسرت الشعوب ابنائها وبيوتها ومدنها ونالت خرابا في خراب .. 

............. 

اليوم الامريكي يريد ناتو عربي جديد لصد الريح الصفراء وليبني بوابة صديم الشرقية من جديد, والحلب الامريكي للبقر الصحراوي مستمر بحجة هذا الناتو الجديد ! 

يا حمقى , ( ناتوكم) الاولي عام 1980 بقوته وماله وعديده وجيوشه عجز ان يئد نبتة الثورة الاسلامية الصغيرة الضعيفة وهي وحيدة في وسط رياح الاضطرابات والمؤامرات وخاب سعيكم , وخبتم مرة اخرى بناتو عصابات داعش , فماذا انتم تستطيعون اليوم ؟ 

النبتة الصغيرة الضعيفة تلك صارت اليوم شجرة باسقة قوية عميقة الجذور يصنع ابنائها النووي والصواريخ وتكتفي بمشاريعها المحلية وزراعتها وصارت عشقا في قلوب الملايين في الشرق والغرب , 

ابناء عاشوراء وابناء رمضان سحقوا انوفكم في الناتو الاولي التليد وهم مستضعفون يعاديهم كل العالم, فكيف سيكون الحال في ناتو حلمكم الجديد.. 

سيبقى حلما فاشلا قصيرا وستندمون... 

انتظروا قليلا وقد خاب من حمل ظلما ... 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك