المقالات

الربيع العراقي يطيح بالفهداوي 

938 2018-08-04

فؤاد الطيب

الجدل الكبير الذي رافق تظاهرات مدن الوسط والجنوب العراقية حول مدى سلميتها وامكانية استمراريتها في وجه الحكومة , ورفع سقف مطالب المتظاهرين ,كان الشغل الشاغل للمراقبين والسياسيين في الحكومة العراقية خاصة بعد خطاب المرجعية العليا بالنجف الاشرف , والذي ساند المتظاهرين واعطى الضوء الاخضر لهم بالتصعيد السلمي ضد الفساد بحال عدم امتثال الحكومة لمطاليبهم . 
سلمية التظاهرات في معظم محافظات الوسط والجنوب , وعدم التمدد على ممتلكات الدولة ومبانيها , والابتعاد عن أي تصعيد مقصود يستهدف مضمونها والدفع بها الى مرحلة التسييس واللاعودة , بحال إجبار المتظاهرين على الانحراف ولو قليلا عن أهدافهم , رغم ظهور محاولات كثيرة للتشويه وابعاد التظاهرات عن أهدافها الحقيقية كما حدث في البصرة وذي قار وبغداد , الا ان المتظاهرين تمكنوا من المحافظة سليمة اهدافهم وتحديد مطالبهم . 
الامر الذي دفع بالعبادي الى رفع اليد عن وزير الكهرباء قاسم الفهداوي والذي كان من اشد المعارضين لقضية الاستجواب التي تعرض لها الفهداوي في البرلمان , رغم الاداء السيئ الذي قدمته وزارة الكهرباء خلال الاربع سنوات الماضية والتي لاتختلف عن سابقاتها بشيء . 
الاطاحة بالفهداوي كان نصرا كبيرا حققه المتظاهر العراقي بوجه الحكومة , رغم انه كان إجراء خجولا ومتأخرا جدا من السيد العبادي في معالجة الازمة الحالية والازمات الماضية عموما , حيث انه فجأة قام باطلاق الاموال في البصرة من البترودولار , وتخصيص عشرة الاف درجة وظيفية لابناءها , وتخصيص مبالغ كبيرة لاستكمال المشاريع الماخرة والمتوقفة منذ سنوات , وخص العبادي هذه الاصلاحات فقط للمحافظات التي اصابها التوتر والتصعيد , دون غيرها , خشية من سريان العدوى الى محافظات اخرى وفقدان زمام الامور . 
انا شخصيا ومعي الكثير من المراقبين , أشك في مدى الجدية للسيد العبادي بتطبيق قراراته الاخيرة بشأن الاصلاح , حيث أنه ومع انتهاء عمر البرلمان العراقي للدورة الاخيرة , ليس له صلاحيات تنفيذ كل تلك المشاريع أو توفير كل هذه الاموال , انما هي خطوات يسعى السيد العبادي منها لامتصاص نقمة الشارع العراقي , وبالتالي الخشية من فقدانه فرصة الولاية الثانية , خاصة بعد تهديد المرجعية المباشر بضرورة اختيار رئيس وزراء قادر على ادارة الدولة بشجاعة كبيرة . 
انصح السيد العبادي بالقيام بخطوات سريعة وكبيرة في محاربة الفساد , والعمل وفق مبدا ( عليه وعلى اعدائي ) وعدم الالتفات الى الولاية الثانية , وإعلان حرب حقيقية ضد الفساد , والقيام بعملية تنظيف واسعة ضد الفاسدين , رغم نفاذ الوقت أمامه , والإطاحة برؤوس مهمة هو يعرفها كما أطاح بالفهداوي , لتتساقط بعدها الرؤوس الصغيرة , وذلك لإثبات مصداقيته ووعوده التي مضى عليها سنوات بمحاربة الفساد , وليس الوقوف عند التصريحات الخجولة فقط , والا سيكون مصيره كمصير من سبقه , وعندها فسوف يكسب تاييد الراي العام العراقي وتاييد المرجعية العليا , وحتى المجتع الدولي سيكون الى جانبه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك