سيف علي آل مري
بعد التطور الذي شهده العالم, دخلت متطلبات أخرى على حياة الإنسان, تعد من ضروريات الحياة, التي لا يستطيع أحد التخلي عنها, حيث بعد اكتشاف الكهرباء أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة؛ ولا تقل أهمية عن الماء الذي هو عصب الحياة لدى الإنسان, لذلك عملت جميع البلدان, على توفير الكهرباء لشعوبها.
عانى العراق من أزمة توفير الطاقة الكهربائية, منذ تسعينيات القرن الماضي, وبعد سقوط النظام البائد عام 2003, تفاقمت الأزمة بشكل كبير.
اليوم العراق يتصدر الدول, التي تعاني من تردي تنفيذ مشاريع الكهرباء, وعدم توفيرها للمواطنين بالشكل الكافي, رغم المليارات التي أنفقت, حيث انفق على ملف الطاقة الكهربائية, ما يقارب الـ50 مليار دولار على مدار 15 سنة.
أصبحت الكهرباء اليوم, معضلة من معضلات العراق الكثيرة, التي عجزت أو تعاجزت, كل الحكومات, التي حكمت العراق عن حلها, رغم المبالغ الطائلة, التي أنفقت في هذا الشأن, وفي كل فترة يخرج مسؤول, ويعد بتحسين ملف الطاقة الكهربائية, وان العراق سوف يقوم بتصدير الكهرباء, للبلدان المجاورة وما أن يحل فصل الصيف, حتى يتبين أن وعودهم, ما هي إلا هواءً في شبك.
من المعرقلات الأساسية التي تواجه إنجاح هذا الملف, هو الفساد المستشري بشكل كبير, حيث أن في بعض الدول المجاورة للعراق, تم التعاقد مع شركات أجنبية, لإنشاء محطات كهربائية, بمبلغ دون المبالغ التي أنفقها العراق, بنسبة كبيرة جداً, وكذلك عدم اختيار الشخص المناسب لإدارة هذا الملف الحيوي المهم, بسبب المحاصصة المقيتة, التي تنتهجها الكتل السياسية في تشكيل الحكومات.
بعد عجز الحكومة عن حل هذه الأزمة, توجه المواطن العراقي إلى حل بديل, وهو "المولدات الأهلية", التي أثقلت كاهل العوائل العراقية, والتي تعد اغلبها من الطبقة الكادحة، التي تكاد أن تحصل على قوت يومها، وكذلك هي لا تسد حاجة العائلة العراقية, للطاقة الكهربائية بشكل كافٍ, لكن ما باليد حيلة! فان المواطن بين مطرقة, الحاجة للطاقة الكهربائية, وسندان الفساد, الذي يمنع الحكومة من تزويد المواطنين بها.
حلول هذه الأزمة ليست بالمستحيلة ومتوفرة؛ لكن تتطلب, العمل بصدق و وفاء, وكذلك اختيار الأشخاص الأكفاء لهذا الملف, من اجل أنصاف هذا الشعب المظلوم, وتوفير ابسط ما قد يحلم به, وهي "كهرباء وطنية مستقرة", كما هو الحال في اغلب الدول التي هي ليست أفضل من العراق.
https://telegram.me/buratha