المقالات

لا تجعلوا القضاء العراقي قضاء شريح

1948 2018-06-21

رضوان العسكري 

القضاء هو النور في النفق المظلم، الذي ينظر اليه العراقيين، فحاولوا ابقاءه مستقلاً وابعدوه عن التسيس والتحزب، والا كان كقضاء شُريح قاضي قضاة الكوفة، الذي أفتى بجواز قتل الامام الحسين ابن علي ابن ابي طالب عليهما السلام، بقوله "الحسين خرج عن حده فاقتلوه بسيف جده"، ولا يخفى عليكم ما حدث من جراء تلك الفتوى، من قتل وسبي على آل الرسول محمد الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم، تلك الفتوى التي كانت احد أسباب تفرقة الامة الاسلامية، لكونها سبباً في الهجوم على بيت الله وهتك حرمته, واحراق الكعبة, وإراقة الدماء, وانتهاك الأعراض, وافتضاض البواكر, والى ما لا نهاية من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، جرى ذلك كون القضاء كان اداة بيد الدّولة الأموية. 

اليوم الخشية ذاتها من تسيس القضاء لأبعاده عن الحيادية والاستقلال، لتسلط بعض الاحزاب على تلك المؤسسة، بالإضافة الى وفرة المال السياسي الذي بإمكانه ان يغير مجرى الأمور بالاتجاه العكسي، وحرفها عن الطريق الصحيح فإقحام المؤسسة القضائية في عمل مفوضية الانتخابات خطر كبير يخشى منه. 

مفوضية الانتخابات, وقانون الانتخابات, وصفقة شراء اجهزة العد والفرز الاليكتروني وتسريع النتائج، كل ذلك تم التصويت عليه بالأمس من قبل البرلمان الحالي، الذي صوت اليوم بإقحام تلك المؤسسة في عمل مفوضية الانتخابات، من خلال جلسة يعتقد كثيراً من المتابعين بعدم دستوريتها وشرعيتها، لصنع ثغرة جديد للولوج من خلالها الى العملية السياسية من جديد. 

الشارع العراقي غدا متخوف بشكل ملحوظ، وبدأ يفقد ثقته في كل شيء، ولَم يبقى أمامه الا القضاء الذي يُخشى عليه من الانجرار خلف الإرادات الحزبية والسياسية، فقرار البرلمان هو عبارة عن سَنْ سُنَّةً سيئة، يسري وزرها الى جميع البرلمانات القادمة، لاستغلالهم لها في كل عملية انتخابات جديدة، لا تأتي بما يتناسب مع اهواء ومصالح الخاسرين. 

الخاسرون اللذين أنفقوا المليارات من المال السياسي على دعايتهم الانتخابية، لا يستطيعون الاقتناع بأنهم خارج اللعبة الجديدة، وان الشعب العراقي قال قولته فيهم، فنبذهم وعاقبهم جراء فشلهم على مدى الأربعة عشر عام المنصرمة، فيحاولون جاهدين للعودة بأية صورة او ثمن، ليكونوا من ضمن صفوف الفريق البرلماني الجديد. 

الدعوة الى ابعاد القضاء العراقي عن الصراعات السياسية والحزبية، لا تعني ان عملية الانتخابات نزيهة وخالية من التزوير او التلاعب بنتائجها، لكن عدم وجود ضمانات حقيقية تمنع حدوث خروقات جديدة، تجعل البلاد على حافة الهاوية، وتفتح الباب على مصراعيه امام صراعات جديدة، بين الرابحين والخاسرين الأوائل، والرابحون والخاسرون الجدد، ليعلق السياسيين في دعاوى وطعون جديدة لدى المحكمة الاتحادية، حينها لا يمكن ان تنتهي بسهولة، كي تدخل المحكمة الاتحادية في دوامة الصراعات الحزبية، فلعل النتائج الحالية اقل خسائر من النتائج القادمة، التي لا يستطيع أحداً التكهن بها. 

من حرق الصناديق خِشيةً من العد والفرز اليدوي، يمكنه حرق العراق من اجل تغيير عدد بسيط في مقاعد النيابية، وهذا سيجر البلاد الى حروب داخلية، لا تنطفئ نيرانها الا بعد فوات الاوان، فمن دعا الى عدم إقحام المؤسسة القضائية في عمل مفوضية الانتخابات، والقبول بالنتائج الحالية، يدرك جيداً ما ستؤول اليه الامور في قادم الأيام، فصلتم مفوضية الانتخابات على مقاساتكم اقبلوا بنتائجها وابتعدوا عن اثارة الفوضى والتشكيك، كي تمضي تلك العملية العرجاء على ما هي عليه اليوم، افضل من ان تقعد لعدة سنين عدة، يمكنها ان تجر الويلات على الشعب العراقي. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك