مروان الغريب
يمكن ان يشفى المريض بتناوله للدواء , ولكن المشكل هو في المريض الذي يأبى تناول الدواء وربما لايقر بمرضه ! وهذا المثل ينطبق على المعادين للجمهورية الاسلامية.
خلال 40 عاما ومنذ قيام الثورة الاسلامية في ايران والى اليوم, لم يعاني بلد من عداء دولي وتسقيط مستمر والى هذا اليوم كما عانت الجمهورية ! وفي المقابل لم تقدم الجمهورية مقابل ذلك الا الدفاع عن النفس والصفح عن من اساء اليها, بل مدت يد العون ولاتزال أملا بأن هناك من الحائرين من قد يرعوي و يصحو من غفلته.
في بداية الثورة عام 1979 كانت هدية الثورة لفلسطين هي السفارة الاسرائيلية في طهران , فبعد طرد سفير الشر منها تحولت السفارة مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية واعلن الامام تشكيل لواء القدس الذي سيحمل رايات النصر في فلسطين في يوم سيأتي, ولكن ماذا كان موقف كثير من الفلسطينيين والعرب المغرر بهم آنذاك ؟ الموقف للاسف كان تحفظيا بل اغلب الاحيان كان معاديا للثورة بسبب العقدة المذهبية , الثورة تقدم الدعم والخير لتحصد العداء والبغض مقابله , فالمريض لايقبل بالدواء ويصر على عناده..
في حرب القادسية المشؤومة التي استمرت 8 سنوات عجاف والثورة الاسلامية لم تزل في مهدها ,كان مسمى تلك الحرب صد ريح الشرق الصفراء كما زعموا ,ونصب الطاغية وحلفاؤه انفسهم حراسا للبوابة الشرقية لصد ريح الشرق الصفراء تلك كما افكوا وتركوا بوابة فلسطين على مصراعيها للدولة اللقيطة , وفاقت خسائر تلك الحرب الملايين من الضحايا ومخلفات اجتماعية واقتصادية لاتزال الى اليوم , فيها اجتمعت دول الشرق والغرب على تلك الحرب لتخرج منها الجمهورية اقوى واصلب , بل تمحي ذلك العداء المستمر وتقابله بالصفح والغفران و تقديم الخير لمن اساء اليها , والمريض لايزال يعاني ويأبى الشفاء من عقدته!
في الغزو الامريكي وتحالفه العدواني على العراق عام 2003 كانت الطائرات الامريكية تقصف العراق وهي تطير وتتزود بالوقود من مطارات الخليج والسعودية ,والمرضى كانوا يتهمون ايران بما يجري؟ ياللعجب كيف تعمى البصيرة قبل البصر عند المرضى والمشككين. ومن طرائف الاقدار ان طاغية العراق لم يجد عونا في ضيقه انذاك سوى ايران التي حاربها بغرور الطاووس الاهوج , فأرسل لها متوسلا ماتبقى من طائرات الميراج الفرنسية لتلجأ في ايران هربا من القصف الامريكي, فيا لحماقة الشعوب وحماقة قادتها, ولكن السيف كان قد سبق العذل ولات ساعة مندم , ولما تم احتلال العراق بانزال ربع مليون جندي امريكي في اراضيه, كان المرضى يقولون ان ايران تتدخل بالعراق وتتحكم به , يا للعجب وماذا عن الربع مليون جندي امريكي المدعوم من دول الخليج والسعودية ؟ المرضى لايجيبون فهم في غيهم سادرون !
عند قيام العصابات الوهابية الهمجية بتدمير العراق وسوريا واعلان قيام دولة الخرافة المزعومة , تلك الدولة التي تصر ولازالت السعودية على تسميتها بالدولة الاسلامية , كان المرضى يقولون ان ما يجري هو تحكم ايراني في سوريا والعراق وهذه العصابات هي تنظيمات شيعية تنتحل اسم الدين لتشويهه؟ فيالسفاهة العقول ولوثاتها.
وبينما كانت كتائب المقاومة السلامية بفضل الفتوى المباركة والدعم الايراني تقاتل هذه العصابات الهمجية التي تحتل ثلث العراق , كان المرضى والمغفلون يهتفون في بغداد ( ايران برة برة بغداد تبقى حرة ) , ياللعجب كيف ستكون بغداد حرة وثلث العراق بيد عصابات عبد الوهاب؟ ولكن للمرضى نوباتهم ولوثاتهم .
ولما قامت كتائب المقاومة الاسلامية المدعومة من ايران بكسر دولة الخرافة , لم يجد المرضى تهربا من عار الهزيمة الا التنازل عن مواقفهم والتظاهر بالعلمانية والمدنية وتبعهم باقي المغفلون .
و كذلك الامر عند سقوط مدينة حلب السورية بايدي العصابات الوهابية, عندها اتخذت الجمهورية عهدا على تحرير المدينة من بطش عصابات التكفير ولو كلف ذلك الاف الشهداء ,وتحقق النصر بفضل كتائب المقاومة وموقف الجمهورية , ولم يجد المرضى سوى السكوت والانبهار بما لم يتوقعوه, فقد كانوا يظنون ان دولة الخرافة ستمتد الى حدود الصين وستسقط روما ! ولا عجب لتلك الظنون فللمرضى ايامهم في لوثة الهلاوس والتخريف..
........
قائمة العداء تطول ولاتنتهي , فمن قتل الحجاج الايرانيين في الحرم الى التهديدات المستمرة, الى الاتهامات الباطلة الى الحرب الاعلامية بالتزييف والتشويه , ولكن الجمهورية في صبرها تتأنى وتنتظر ان تستفيق الجماهير لتناول الدواء لتشفى من عقدها , وتعرف ما ينفعها مما يضرها.
وفي حرب اليمن التي يشنها التحالف الامريكي السعودي الاماراتي وباقي الاذيال الطامعة , أخذت الجمهورية على عاتقها مد يد العون الانساني للشعب اليمني الفقيرلتتحمل كل اتهامات احلاف الشر في سبيل الخير , فيهب المرضى قائلين ان الحرب على اليمن انما صنعتها ايران , ياللعجب . من الذي يقصف الابرياء ويقتل المدنيين في اليمن؟ اليس هو التحالف المشؤوم ومن غيره, ولكن المرضى في لوثاتهم يعمهون..
...
الوقت يمضى والجماهير تستفيق شيئا فشيئا بعد خسائر في الارواح والمعدات وخرائب لاتعد ولاتحصى وتستبين الحقائق من الزيف ولكن للاسف بعد فوات اوان وخراب لايحصى ..
بعد 40 عاما بدأت رياح الوعي والتنوير تصل قلوب الملايين المعذبة في شرقنا الغافل , فياله من زمن طويل طحنت فيه اجيال وتحطمت مدن وتهجر فيه الملايين من اوطانهم ومدنهم , ولو شرب المريض الدواء في وقته لما خسر كل هذه السنين ولما فقد الملايين لينتهي في ذهول خراب مدنه وغربة منافيه .
حالة المريض هذه وعناده العجيب وعداءه لمن يقدم له الخير لم توجد في تاريخ الامم الا في شرقنا المتعب , ولا عجب ان يذكرها الدين ونبيه العظيم فيقول لامته عليه الصلاة والسلام وعلى آله :
(إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه, فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج )!
رايات الشرق يا مرضى ليست برايات صفراء مجوسية كما زعم طغاتكم ومثبوريكم , انها رايات الخير , لم تقبلوها وهي تحمل البشر لكم بالحياة والحرية , رايات خير كانت ستجعل من مدنكم وقراكم تعيش في كرامة وحرية ولكنكم ارتبتم وعاندتم وقاومتم وحاربتم وشوهتم وزيفتم وحسدتم وبغضتم فأصاب بلادكم القحط والحرب والتشريد والضياع , رايات الشرق هذه هي رايات الخير ولكنكم في عقدكم تشككون وفي دينكم تأولون.
اليوم لم يبق الكثير , فقد فاتت 40 عاما ملطخة بالدماء وبرماد خراب المدن, رايات الخير تصنع النووي اليوم وتطلق الاقمار الصناعية وتكتفي باراضيها الزراعية وغلاتها رغما عن الحصار التي تعاني منه, وانتم لازلتم تستوردون دشاديشكم ونقاب نساءكم من بلاد الصين , بترولكم يذهب جزية لمستعمريكم يحلبون ريعكم كما يحلبون ابقارهم, وشعوبكم تستجدي الصندوق الدولي لقروض مضاعفة في سبيل لقمة عيش , هذه هي الحقيقة المرة ,فمالكم تعاندون ولاتشربون الدواء وتبقون في امراضكم تخرفون!
رايات الشرق من بلاد الثلج فاز من أتاها ولو حبوا كما يقول النبي الخاتم ص, اصحابها سألوا الخير ولكنكم اعطيتم الشر , فماذا تنتظرون؟
في النهاية الحتمية رايات الخير ستقدمون لهم الخير ولكن بعد فوات الاوان , فماذا ستفعل رايات الخير , حتما انهم ( فلا يقبلونه) فقد فات الاوان وطال الانتظار ومل حتى الصبر من انتظار وعيكم البطئ ,
اشربوا الدواء قبل فوات الاوان واستفيقوا من لوثة المرض , استحضروا انفسكم واستعدوا ليوم سيأتي, فلم يبق الا القليل, وفاز منكم من سيأتي الرايات ولو حبوا على الثلج.
https://telegram.me/buratha
