أمجد الفتلاوي
لاشك اليوم ان للإنسان عقائد مختلفة يعتقد بها ويؤمن بها، في افلاك مختلفة كالدينية، والسياسية، والأجتماعية، وحتى العرقية، والقومية.
ومن أهمها العقيدة السياسية باختلافها واختلاف أسسها، وتأسيسها، ومنابعها وتوجهاتها، وافكارها.
تؤثر على الحياة السياسية وتقلبات مناخها ولابد من الأستدلال على مفهومها اولا.
فالعقيدة السياسية : هي مجموعة الأفكار والمبادئ والقيم الدينية كانت أم فلسفية فهي التي تحدد المواقف في الواقع السياسي وتحكم له او عليه وتقدم تصور عن النظام السياسي.
ومن هذا المفهوم نفهم ان العقيدة مترسخة تتنوع منها دينية تربوية يتغذى بها الفرد ويؤمن بها، ومنها تأتي عن قناعة واقتناع بفكر معين وتلقي بظلالها على النظام السياسي عند تصدي هؤلاء ومسكهم لمقاليد الحكم ويساق النظام وفق قناعات هذه المجموعة.
اليوم المادة الثانية من الدستور كفلت للعراق أن يكون الدين الأسلامي دين الدولة الأسلامي وهو مصدر واساس التشريع من هذا المنطلق وبما ان الدستور هو القانون الأسمى في الدولة نفهم ان اي قانون يعارض الأسلام يكون باطلا. بالتالي بانت لدينا ان العقيدة السياسية للعراق اسلامية ويجب ان تكون مثالاً للنظم السياسية لانها تتحلى بخلق الأسلام ووفق ثوابته وافكاره.
لكن ماجرى خلال الخمسة عشر عام الماضية وللتجربة الجديدة ولتصدي الأسلامين في داخل العملية السياسية بدأت الهجمات المنظمة والتوظيف الأعلامي يسلط ضوءه على سلبيات الحكم في العراق رابطاً ذلك بالأسلام السياسي محملاً جميع الأخفاقات للأسلام صانعاً رأياً عاماً رجعياً وقناعات ان الأسلام السياسي فشل في ادارة العملية السياسية متناسياً ان الحكومة العراقية لم تتشكل فقط من الأسلاميين ففي جميع الأنتخابات تشارك في الحكومة العلمانيون والقوميون وتقلدوا ارفع المناصب واداروا السلطة بالتوافق، ولكن هذه الخطة الممنهجة التي بات المواطن البسيط يفقهها لتغيير معالم النظام الأسلامي وتفكيك النسيج الأجتماعي والأسري واضحة.
اثبتت التجارب انهم لم ينجحوا وذلك للنشأة الرسالية للشعب العراقي المرجعي المرتبط بمرجعيته الرشيدة وارتباطه الوثيق بها الذي ظهر في أجمل عطاء في فتوى الجهاد الكفائي عام ٢٠١٤ ليسطر اروع الملاحم في الأرتباط الديني والعقائدي بالدين والوطن.
فلابد علينا ان نحافظ على استقلالية عقائدنا وحرياتنا السياسية والأنسانية الأجتماعية والفكرية والدينية ومالسلطة سوى جهة تمثل الفرد وتشرف على تنظيم شؤونهم ويجب ان توظف لخدمتهم.
https://telegram.me/buratha
