باسم عبد العباس الجنابي
كنا في الماضي السحيق جغرافيا نستخدم كمراكز تدريب ومعسكرات لغزو الأمم .ففي الفترة الأموية والبعض يعتبرها فترة بروز الدواعش تاريخيا فالكاتب عامر علي يضيف لها الفترة العباسية وحتى دولة الخلافة العثمانية .ومرد ما يذهب إليه الكاتب أن الخلافة كانت اغتصاب والخلافة وراثة وجوق المريدين فقهاء قضاة شرطة وعساكر وشعراء هم في خدمة الحاكم وان كان سفيها أو قاصرا أو لا علم له بالدين بل وأصبح في الخلافة العثمانية الخليفة قاتل ومجرم بحيث يقتل إخوانه السبعة أو التسعة من أجل عدم منازعته على كرسي الحكم.
نحن اليوم نعيش في مرحلة متقدمة جدا عن تلك الفترة البائسة من تاريخنا الاسود والدموي بل اننا نحيا في قسوة تضاهي كل الفترات ظلامية.فالقتل بالجملة والجريمة المنظمة شائعة وطرق الحق بات الذي يسلكها محكوم بالفناء ؛حتى أن ر جال المقاومة وهم المتطوعون لحفظ ماء وجه العراقيات والدين والوطن بغض النظر عن الطائفة أراد العدو تشويه صورتهم.
وما يهمنا التذكير به أن الإنكليز إبان المرحلة الاستعمارية احتلت العراق وبدأت سلسلة بنائه وتكوين دولة وحكومة بعد تبنيها سياسة دعم الأقلية وتفقير الاكثرية ؛لكنها وبعد اكتشاف النفط بنت السدود والمدارس والمستشفيات ودعمت الحكم الملكي الاستبدادي وفي بداية خمسينات القرن الماضي انشات مجلس الاعمار فكان هذا الموضوع نقطة البداية لنهاية التوجهات الوطنية .
والحق يقال ولعدة عوامل انسحب الإنكليز من المنطقة والعراق وسرعان ما اندفعت امريكا الاملاء الفراغ وحدثت ثورة تموز التي تعد نقلة نوعية بحق ولكن سرعان تم القضاء عليا بدبابات أمريكية وأشباه رجال من البعثيين المجرمين وحدث تغير وانتكاسة وطنية وطالت الغيبة الوطنية خمسة عقود توجتها امريكا راعية الإرهاب ومحاربة الاسلام باحتلال العراق .
وبعد سقوط الصنم صنيعة امريكا والقبض عليه فختفيا كجرذي في حفرة الجبن والخزي والعار وسبق الى حتفه تشيعه لعنات العراقيات والعراقيين لما دمره وزرع فتنة ستطول وهيأ أجواء احتلال العراق وتدميره .
ما نريد أن نصل إليه أن منطقة الشرق الأوسط مكتظة بالمخابرات العالمية ومرصودة بالاقمار الصناعية فكيف ظهرت القاعدة ومن ثم داعش ومن دربها وسلحها ومولها ووجهها الى منطقتنا وما هي الأهداف من وراء ذلك.
ونحن نلج مسيرة التاريخ تتكشف مصاعب الإصلاح التي يؤكد الفلاسفة والمفكرين أنها مهمة لا يؤديها الا الفقهاء أو الثوار ومع ذلك أفرزت الانتخابات الأخيرة واقعا اتعب الامريكان وزمرتهم التي عبثت بالعراق وتحاول تفريغه من كل المكتسبات الوطنية وجعله بلدا صحراوية ونهب نفطه حتى الاحتياطي وبقية الخيرات .لكنها تواجه عقدين الاولى تحالف فتح الذي يتبنى اخراج القوات الأجنبية بمعنى طرد الامريكان والثاني ظهور تحالف سائرون الذي يطالب بمحاسبة مفسدي الفترة المنصرمة التابعة والذيلية الامريكان.
جميعنا نفهم المغزى من التفجيرات ولكن المثل يقول (المبلل ميخاف المطر) لقد قدم العراقيون قرابين من الدماء الطاهرة في سوح تحرير ثلاث محافظات عزيزة على الجسد العراقي الواحد وامتزجت القلوب وتوحدت واشتبكت المصالح الوطنية ومن أجل إدانة وجودنا الحر نأمل من انبثاق حكومية وطنية تأخذ على عاتقها نهضة العراق ومعالجة ملفنا العسكري بجلاء قوات الاحتلال الامريكي وتقوية جيشنا الوطني والغاء جيش إقليم الشمال والاكتفاء بالشرطة المحلية حتى لو اقتضى الأمر تقديم تعهدات بعدم القتال ما دام الشمال جزء لا يتجزأ من العراق .
ننتظر ونترقب من محور التحالف العتيد أن يبشرنا بريادة المسار العراقي الوطني غير الخاضع للأجنبي والمتبني بناء واعمار بلدنا والمهم رفاهية وخدمة المواطنين
https://telegram.me/buratha
