العراق بلد المتغيرات و المفاجآت الغريبة التي تحدث على مر السنين والأيام؛ والنتيجة أن الوضع السياسي في العراق دائماً غير مستقر، عند البحث و التمحيص في تاريخ العراق السياسي، يرى الباحث أن جميع الحكومات التي مر بها العراق دائماً ما تكون مائلة إلى عدم الاستقرار؛ ينقسم الشعب العراقي إلى عدة جماعات، فهنالك الجماعة المؤيدة المستفيدة من الحكومة، والجماعة المعارضة المتضررة من الحكومة، والجماعة المحايدة التي تبحث عن الاستفادة بحياديتها.
لتلك الأسباب تحاول الحكومات التناغم مع تلك المتغيرات لتحضى برضى الشارع و الشعب, و بالتالي استمرار سلطتها و استمرار فرض سيطرتها.
نلاحظ أن كثيراً من الأحزاب السياسية وأحزاب السلطة، تنتهج نهج معين, و بعد فترة تنتهج نهجاً أخر يختلف اختلافاً كبيراً عن النهج الذي كانت تسلكه؛ تناغماً مع مصلحتها التي تتقدم على قيم ومبادئ الحزب إن وجدت، إن أغلب أهداف الأحزاب السياسية في العراق خدمة مصالحها الخاصة؛ بغض النظر عن الطرق والوسائل والتحالفات التي قد تُجبر أن تدخل بها؛ من اجل مصلحتها و من اجل الوصول إلى السلطة.
العراق بلد الأحزاب المتلونة؛ كل حزب يختلف عن الأخر بنهجه و سلوكياته وطريقة أداءه، ألا أن جميع الأحزاب تتحد على ِهدف واحد وهو "الكرسي والسلطة" الذي يعتبر الوسيلة الكُبرى التي تحقق بها الأحزاب مصالحها المطلوبة؛ فأصبح كرسي الحكم حُلماً وردياً لكل حزب سياسي؛ كي يحقق ما يطمح أليه من مصالح وغايات، الساحة السياسية ألعراقية مليئة بالسياسيين الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية؛ ولكنها شبه خالية من المعارضين الذين يبحثون عن خدمة البلد والشعب، و يؤدون الدور الرقابي على آلية عمل الحكومات والأحزاب و السياسيين، للحد من تفشي الفساد والفوضى بالعملية السياسية وسوء الإدارة في ألدولة.
مع كل الأسف! العراق وبحكم المحاصصة الحزبية يفتقر إلى معارضين؛ لذلك يجب القيام ببناء حركة معارضة حقيقة وطنية؛ لا تخضع وتخنع إلى إي ضغوط داخلية وخارجية، ولا تضعف إمام أي مصلحة ذاتية، فدور المعارضة في هذا الوقت سيكون دوراً هاماً ضاغطاً، سيؤدي إلى تعديل مسار العملية السياسية .
https://telegram.me/buratha