المقالات

العراق المستفيد الأكبر من تناقضات المنطقة ؟!!

1397 2018-03-31

محمد حسن الساعدي 

لا يخفى موقع العراق وعمقه الاستراتيجي للمنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً ، حيث كان ومازال يمثل بوابة العرب الشرقية ، ويمثل حلقة وصل بين أوربا وآسيا ، كما أن موقعه الجغرافي أهله أن يكون معبراً اقتصادياً مهماً للتجارة بين الغرب والدول العربية والخليجية ، لهذا الموقع المهم وأهداف أخرى كان استهدافه من قبل الإرهاب بشتى ألوانه ، وأخره الإرهاب الداعشي ، والذي سعى إلى تغيير خارطة المنطقة العربية عبر تنفيذ مخطط في العراق وسوريا ، والهدف منه تغيير مخطط سايكس بيكو ، وإعداد مخطط جديد وفق مصالح جديدة بين القوى الغربية المتصارعة فيه ، لهذا سيكون العراق المستفيد الأكبر من هذه التناقضات الجارية في المنطقة ، خصوصاً مع الصراعات الكبيرة بين محور الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج ، وبين إيران ومحور المقاومة في المنطقة ، الأمر الذي يجعل العراق مقبل على مرحلة مهمة من مراحل الاستقطاب السياسي وإعادته لدوره المحوري في المنطقة . 

العراق ومنذ عقود كان محط أطماع الدول الغربية ، وأستطاع النظام البائد ان يفتح المجال واسعا أمام هذه الأطماع , وما الحروب التي فتحها أمام دول الجوار إلا احد هذه الأساليب ليعطي ذريعة ليكون العراق على مائدة الدول الغربية والتحكم بخيراته الطبيعية , وبعد أحداث عام 2003 ازدادت الرغبة لدى الولايات المتحدة أن يكون هو المحطة الأولى والقاعدة بالتغير القادم للمنطقة , الأمر الذي زاد من الشحن والصراع فيها عموما والبلاد خصوصا , وإذا ما علمنا أن المعادلة السابقة كانت قائمة على لون واحد , الأمر الذي أثار حفيظة الدول المجاورة , واعتبروا أن الحكومة في بغداد طائفية وموالية إلى إيران , في حين عدته إيران عملا عدائيا ضدها , وبدأت حملات الشحن الطائفي تؤتي اُكولها وبدأت في دخول الجماعات الإرهابية إلى البلاد وآخرها سيطرة داعش على ثلث البلاد بدعم مباشر من دول الخليج وفي مقدمتها السعودية وبشكل واضح وصريح . 

اعتقد وربما يتفق في هذه الرؤية الكثير من المحللون أن العراق سيكون بيضة القبان في أي معادلة قادمة , وسيكون محطة مهمة من محطات الاستقطاب القادمة , وهذا ما يسعى إليه الغرب وأدواته بالمنطقة , وما زيارة محمد بن سلمان إلا في هذا الإطار محاولة كسب موقف العراق ليكون لاعب نشط وليس على دكة الاحتياط في حرب قادمة محتملة ضد إيران لاعبوها متحمسون لخوضها لتكون المنطقة قد تهيأت تماما لسايكس بيكو جديد وتنتهي حقبة وتبدأ مرحلة جديدة في مخطط المنطقة القادم , خصوصا وان السعودية شعرت خلال الفترة الماضية خسارة موقفها في سوريا واليمن وان أجنحتها قد كسرة وفقدان قدرتها على ضمان الدعم الدولي الذي بدا متغير المواقف وفقا لمصالحه . 

يبقى على العراق حكومة وشعبا أن يستفيد جيدا من هذه الفرصة الذهبية والتي لن تتكرر ثانية , ليثبت قوته وموقفه السياسي ودوره الإستراتيجي في المنطقة وان يكون طاولة الحوار لأي صراح قادم في المنطقة , بل يمكن أن يكون أمم متحدة في الشرق الأوسط ليعود لاعبا مهما وله دور في حسم المواقف والصراعات القادمة , والذي سينعكس بالتأكيد بالإيجاب على أوضاعه السياسية والأمنية والاقتصادية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك