المقالات

تركيا وأمريكا.. علاقات الصداقة تنتهي؟

1555 2018-03-04

أحمد صلاح 

في الآونة الأخيرة لم تكن علاقات بين الولايات المتحدة وتركيا مثالية. منذ فترة طويلة كانت الدولتان حلفاء وشركاء في الشرق الأوسط لأنهما تسعى إلى نفس المصالح والأهداف في المنطقة. ولكن الآن قد تغير الوضع تماماً. وبدأت تلوح أزمة خطيرة في العلاقات بين الدولتين على خلفية القضية الكردية. 

فتعتبر أمريكا الأكراد فرصةً أخيرةً لبقاء في سورية. لا ريب في أن الولايات المتحدة تعتزم استخدام الأكراد كوسيلة الضغط على تركيا بغية تحقيق أهدافها في سورية. وقد وعدت واشنطن أكراد باستقلال ودعم وحماية. ولكن لا يزال من غير الواضح كيف سيحتفظ الأمريكيون بوعودهم. 

وفي دورها تعتبر تركيا الجماعات المسلحة الكردية منظمات إرهابيةً وترد بشدة على أي تعزيز الأكراد بالقرب من حدودها الجنوبية. ولذلك كان رد الفعل التركي على تقارير حول تشكيل الجيش الكردي المتألف من 30 ألف شخص بدعم من الولايات المتحدة. ثم بدأ الجيش التركي يوم 20 يناير عملية "غصن الزيتون" وتوغل في أراضي سورية. وأدى هذا إلى حرج الوضع في شمال البلاد. في الواقع تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن تصعيد التوتر على الحدود السورية التركية. 

وبالإضافة إلى ذلك غضبت تركيا على أن الولايات المتحدة تلعب "لعبة مزدوجة". التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في باريس يوم 24 يناير. لكن لم يكن هذا اللقاء ناجحا ولم يصبح الخطوة الأولى نحو تحسين العلاقات الأمريكية التركية. وقال جاويش أوغلو أن "الأمريكيين يدركون أسباب تزعزع الثقة بيننا، وعليهم الإقدام على خطوات جادة من شأنها تأسيس الثقة مجددا". 

فمن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تدعم مختلف أطراف النزاع وتزودها بالأسلحة. من المعروف أن البنتاغون قدم المساعدة والدعم للأكراد وللمتطرفين في نفس الوقت. وقد وعدت واشنطن بحل القضية الكردية للأتراك وبإنشاء الدولة المستقلة للأكراد. لكن وفت الولايات المتحدة بهذه الوعود. وليس من قبيل الصدفة أن جاويش أوغلو ذكر عن فقدان الثقة بين أنقرة وواشنطن والتي لا تعيد في المستقبل القريب. 

كما يبدو توجد تناقضات بين شريكي الناتو الولايات المتحدة وتركيا. فإن السبب الرئيسي هو الأكراد السوريون الذين تعتبرهم واشنطن حلفاء مؤقتين ويحاربهم أنقرة كإرهابيين. تدرك تركيا جيداً أن الولايات المتحدة هي الحليف لا يمكن الاعتماد عليه. ربما حان الوقت ليدرك الأكراد هذه الحقيقة أيضا؟ 

أحمد صلاح 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك