المقالات

يا سليم انت لست بسليم

1449 2018-01-29

غزوان البلداوي 

لا يستطيع المرء الانسلاخ عن ما هو فيه، ولا يستطيع ان يتجرد من اخلاقه ودينه الذي تربى عليه، بالمقابل فهو ايضاً لا يستطيع ان يلبس جلباب الصلاح وحسن الاخلاق، فذاته وتلك الصفات نقيضان لا يلتقيان، فلا يمكن لعبد السلطان ان يصبح عبداً للرحمن، كذلك هو من يطلق على نفسه بـ(سليم الحسيني)، أو كما يسميه (عزة الشاهبندر) بـ (علي سنبه) وهو البعيد كل البعد عن السلامة، كـ سلامة الدين والاخلاق وشرف الكلمة، فأحببت ان اسألك يا سليم او يا سنبه عن بعض الأسئلة، التي تواردت لي من خلال قراءتي لمقالك الاخير (نجحت الدعوة وفشل العبادي). 

أين نجحت الدعوة؟ هل تعتبر عجزهم عن إقناع (ابراهيم الجعفري) وإبقاءه في الحزب، وهو أحد الأعضاء الأساسيين والمؤسسين، بعد رفض الاكراد له، وحيلولتهم دون تسنمه الولاية ثانية نجاحاً!!!، فما كان منه الا ان يتركهم ويأسس له حزباً جديداً، ليشق الحزب الى حزبين، فكان حينها قلمك ابكم. 

وكرروا الفشل مرةً اخرى، عندما سمحوا لـ (نوري المالكي)، ان يكون قائد العصر! ومختار العصر! وعباس العصر! " حقيقة لا أعلم ما علاقته مع العصر، لماذا لم يختار الصبح مثلاً"!!!، حيث عمد الى تقريب نسبائه وأصهاره ليجعلهم قادةً للحزب، ويبعد أعضاءه الاساسيين والمؤسسين ذوي التاريخ الطويل، ويأتي بغيرهم من النكرات كآل صخيل ليجعلهم على رأس السلطة والحزب، وأخذ يستأجر الاقلام ويشترى الاعلام، ليجعل منه سلاحاً لإستهداف مخالفيه في القرار ومعارضيه في السياسة، وداعماً وصانعاً دكتاتوريته الجديدة، فهذا الامر من أكثر ما فشل به (حزب الدعوة) وقادته، وكان حينها قلمك أصم وأبكم. 

وأخير وقع الحزب بأخطاء كارثية، عندما فسح المجال امام "القائد الضرورة" على حد وصف السيد العبادي، بالهجوم المستمر على العبادي وحكومته، وكأن العبادي من (المجلس الأعلى) أو من (التيار الصدري)، أو من الاحزاب السنية او الكردية، او غيرها من الاحزاب المناهضة لسياسة المالكي، لكنك كنت ترى الأمور بعين واحدة. 

عندما قرأت مقالك الأخير، وجدتك تتحدث به بطريقة مستهجنة, ومتجردة من الأخلاق، التي يجب ان يتصف بها صاحب القلم، طريقة يملأها الحقد والكراهية على السيد العبادي وعلى قادة الاحزاب الأخرى، فعندما تصف (الاصلاح والمستقلين وعطاء والبولاني) بالتيارات الواهية والضعيفة، فأحببت ان اذكرك بأن هؤلاء هم من منحوه الولاية الثانية، فجميعهم وقفوا معه بكل قوة وإصرار، أما (المجلس الأعلى) ، فارجع للماضي قليلاً وتذكر الضعفاء، كيف وقفوا بوجه مختار العصر وحرموه من الولاية الثالثة، اما عن (مشعان الجبوري) فسأل سيدك عن الطريقة والكيفية والسرعة التي برئه بها القضاء من التهم والجرائم الموجهة اليه، وسأله عن اسم الليلة الظلماء التي وقف بها في قاعة المحكمة وهو يحتسي فنجان القهوة حسب تعبير الأخير، ولا تنسى ان تسأله عن اسم القاضي الذي حكم له بالبراءة من ما نسب اليه. 

اما الحقيقة الثابتة لفساد من ذكرتهم ووصفك باستهجان الشارع لهم، فهي حقيقة واهية صنعها (علي سنبه، أو سليم الحسيني) وامثاله من المأجورين، فالشهرستاني كان الوزير الاعظم لسيدك، عندما سلطه على وزارتي (النفط والكهرباء) واسماه بـ "وزير الطاقة" أما الشيخ (همام حمودي) فهو ما زال يفاوض المالكي برفقة العامري لأجل انضمامهم بتحالف واحد بعد خروجهم من تحالف العبادي، اما الآخرين اللذين ذكرتهم لم يكن منهم أحداً على هرم السُلطة, ولَم يستلم منهم أحداً وزارة سيادية وغيرها، أبان حكومة سيدك الثانية، ولَم يضعوا أيديهم على الميزانيات الانفجارية على مدى ثمان سنوات من الفَسَاد، ولَم يوقعوا في أربيل الأتفاقيات السرية على الأوراق البيضاء التي لا يُعرف محتواها الى اليوم. 

العبادي نجح نجاحاً باهراً عندما تخلى عن الدعوة، وتحالف مع غيرهم في الساحة السياسية، وفشلوا الدّعوة فشلاً ذريعاً بعدم سيطرتهم على القيادات المخضرمة، والحفاظ على كينونة الحزب، فتلك الأيام يعتبرها اغلب المراقبون، بداية النهاية للدّعوة، فالعاجزون عن كتم خلافاتهم وتناحرهم في ما بينهم، وإظهارهم طمعهم بالسلطة جعلهم طرائقاً قددا. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك