المقالات

الورقة الخاسرة الأخيرة للرئيس الأمريكي

1781 2017-12-31

بقلم: عبدالرّحمن اللامي 

تكسّرت حلقات المشروع الأمريكي لتفتيت الشرق الأوسط حلقة بعد أخرى، وقد خابت آمال الكيان الصهيوني أيّة خيبة! 

فلقد انهزمت وتقهقرت كلّ المجاميع الإرهابيّة كالقاعدة وداعش وغيرها، التي جنّدوها لضرب اللُّحمة العراقيّة وإشعال الحرب الطائفيّة، وكذلك الأمر في سوريا حيث تبخّرت واندثرت تلك المسميات الكثيرة المختلفة مثل النصرة وجيش الإسلام وغيرها، التي أوجدتها أمريكا ومَن تحالف معها من الدول الإقليميّة، لضرب النظام السوري وتقسيم سوريا الى أربع دول، وحتى في اليمن الجريح لم يقطفوا ولا ثمرة ممّا كانوا يتأمّلون ونحن قد تجاوزنا الألف يوم على بدء العدوان السعودي عليها، بل تحوّلت أحلامهم الى نكبات تنغّص عليهم حالهم، وهذه صواريخ الحوثيّون تدكّ عواصم المعتدين. 

ولم يبق بيد كبيرهم الأرعن (دونالد ترامب) إلاّ ورقة القدس الشريف قبلة المسلمين الأولى، ومسرى الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومعراجه الى السماء، ليضمّها الى الكيان الغاصب ويجعل منها عاصمة دولتهم المزعومة، وينقل سفارته من تل أبيب إليها لتكون القدس عاصمتهم رسميّاً في الحسابات الإداريّة الدوليّة، وكان يُعدّ هذا الأمر من الخطوات الخطيرة والجريئة والحذرة في نفس الوقت، إذ لم يفعله الرؤساء الأمريكان الذين سبقوه، علماً أنّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكيّة إليها هو قرار الكونكرس الأمريكي من سنة 1995م وعلى الرئيس الأمريكي تنفيذه، وينبئك هذا بمدى الرعاية الأمريكيّة لهذا الكيان اللقيط. 

ولكنّ السيد (ترامب) وإنّ كان قد وفى بوعدٍ من وعوده الانتخابيّة ولكنّه على ما يبدو قد نسي أنّ الانتفاضات الفلسطينيّة في السنوات 1978 و1996 و2000م التي انقدحت أولى شراراتها حينما خُدش القدس الشريف، أو حينما حاول الساسة الإسرائيليّون تدنيس القدس الشريف بالدخول إليه، فقد نسيَ ولم يعد يتذكّر أنّ القدس الشريف خطّ أحمر، ولولا هوان الأنظمة العربية وتشرذمها وعمالتها لما أمكن للرئيس الأمريكي أن يجد كل هذه السهولة في اتّخاذ هذا القرار الجريء. 

والرئيس الأمريكي بهذه الخطوة الغبيّة يُظهر الوجه الحقيقي لأمريكا المستعمرة، وللشعارات البرّاقة الزائفة التي تدّعيها الحكومات الأمريكيّة، وهي بمثابة إعلان حرب على الوجود العربي والإسلامي، ولم تكن قضيّة القدس يوماً حكراً على الفلسطينيّين فحسب، بل هي قضية العرب والمسلمين أجمعين، وهي المَظْلَمة التي تستصرخ ضمير الإنسانيّة من اليوم الأول الذي استسهل الحكام العثمانيّون تقديمها الى اليهود الغاصبين. 

وهي السبب الأول والأكبر الذي دعا قلوب الإنسانيّة أن تفيض بالحقد والحنق على السياسيّين الأمريكيّين، وغيرهم ممّن أسّس أساس اغتصاب أرض فلسطين من شعوبها، وهذا دعاؤهم في كلّ مناسباتهم ليل نهار بزوال إسرائيل والعار والشنار على مَن رضي باستلابها. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك