المقالات

مسعود على خطى صدام.. حماقات تدمر شعوبا

1860 2017-10-18

القاضي منير حداد 

لحق رئيس اقليم كردستان، المنتهية ولايته منذ سنتين، بالطاغية المقبور صدام حسين، من حيث التشبث بالسلطة عنوة من دون تشريع دستوري وفق انتخابات ديمقراطية، يحدوه الى التمسك بمقاليد الحكم قسرا، جنون العظمة الذي ينسيه حجمه الطبيعي، فتتعاظم شخصيته متسرطنة، ترتكب حماقات هوجاء، تدمر شعبا كاملا. 

فصدام الذي اوهم نفسه والعالم، بالقدرة على مواجهة أمريكا ولوي ذراعها باسلحة دمار شامل، اتضح ان لا وجود لها عنده، جر على العراقيين حروبا و"عقوبات دولية – حصار" ادت الى ارهاب وفساد.. تواليا لا فكاك منه للعراقيين الذين لولا حماقات صدام ما بلغ بهم الفقر حد التشتت لجوءا الى اصقاع الارض، تسومهم ذل الهوان؛ فالغربة لا ترحم، في حين يمكنهم التمتع بثراء ثاني احتياطي نفطي في العالم وزراعة ومياه وسياحة دينية وأثرية وطبيعية، تبدا من زاخو وتنتهي بالفاو.. فضلا عن الزجاج والفوسفات وموقع تجاري مهم عالميا، وسواها. 

كل ذلك بدده صدام تحت هاجس الدولة القومية العظمى، من دون وعي ولا تخطيط، في زمن لم يعد فيه للقومية موطئ قدم في مساحات السياسة، الا في اوهام الطغاة، ومنهم كابوس مسعود بدولة "كردستان" الكبرى، التي دمرت القومية الكردية وحرمتها من كل النعم التي اسبغت عليها في العراق... لكن اضغاث حلم الدولة القومية، طاش بعقل مسعود تخابثا، مثل ثمالة كأس سكرى، حثه على التورط باستفتاء فشل وزوره لانفصال ألحق ضررا جسيما بالكرد الذين ستنتزع منهم كل الميزات التي اضفيت عليهم، بعد سقوط صدام. 

لذا آن وقت محاكمة مسعود على جرائمه بحق الشعب الكردي، الذي كشف جناحه امام حرس صدام الجمهوري حاسرا المصدات عن مقاتل المعارضة التي اعدم منها الطاغية مئات الابطال شهداء.. ضحايا خيانة البرزاني، وما حصل في 1996 مجرد حلقة سابقة من سلسلة جرائمه القديمة، اما اللاحقات فكثر ومنهن تبديد ثروات الاقليم في الارصدة الشخصية لعائلته، انتهاء بورطة الاستفتاء الذي إخترق به الشرعية الدستورية متمردا على كيان العراق بالتآمر مع دولة اجنبية.. اسرائيل.. لتمزيق وحدة البلد وتفرق قواه بددا بين أمارات تشبه مرحلة انهيار الدولة العباسية، في آخر ايامها، تحت هاجس الوطن القومي للكرد.. ذريعة اوهى من خيط العنكبوت. 

مقاضاة البرزاني الان، تستحضر إزهاق عشرات الارواح الكردية الطاهرة؛ جراء سعيه لتحقيق وهمه بالتطلع لنزعات العظمة البراقة وهما، يسحق الشعب ويدمر الدولة! لذا وجبت مقاضاته. 

نصحه الايرانيون ولم يكف ووجهه الاتحاد الاوربي فلم يصغِ وحذره الاتراك وتحدى! بمن؟ لا أحد يدري! سوى صدام الذي اطاحت به حماقات جنون العظمة، مسفرة عن إخراجه مكبلا بالاصفاد من حفرة في الفلاة الى حبل المشنقة، وهذا هو المصير المتوقع لإقدام مسعود على خطوة غير مدروسة وتصرف اهوج؛ لن يستطيع بعد تورطه اعادة كردستان الى نعيم المكتسبات التي حققوها من خلال دستور كتبوه بايديهم من دون رقيب العام 2005. 

التبعات المترتبة على العراق جراء هوس صدام، اوهن مسعود اقليم كردستان بنظيراتها.. حماقات جردت الكرد مما بلغوه من مكانة وطنية صنعوها بدماء المقاتلين الافذاذ الذين كمنوا في سراديب الجبال، معارضين. 

ثبتت خيانة مسعود واستيلاء عائلته على السلطة، من تلاشي ريع عائدات النفط.. لا احد يدري به أين يؤول، ساقطا في الحسابات الشخصية لعائلة البرزاني، التي تتعامل مع الشعب الكردي وعموم العراقيين بما يفوق "البوناصر" إبان حكم صدام. 

تقصى مختصون، صندوق النفط، فلم يجدوا له موضعا، انما اصطدموا بدخول عائدات التصدير الى حسابات بنكية باسماء افراد اتضحت برزانيتهم! انه نفط العائلة وليس الشعب! بينما مسعود يعيد رسم خطوط فجائع الماضي، اسوة بجمهورية مهاباد التي اسسها قاضي محمد ورفاقه، وكان الملا مصطفى.. والد مسعود، يشغل منصب وزير الدفاع فيها، العام 1945، ما ان سحب السوفيت دعمهم لها؛ استجابة لمساومات من قبل ارادات كبرى تخدم مصلحتهم، انهارت جمهورية مهاباد فاعدمت ايران قادتها وفر الملا مصطفى، متخليا عن اخوة السلاح، عائدا بنفسه العام 1974 ليقود حربا ضد حكومة البعث المنحل.. لكنه توقف بعد اتفاقية الجزائر بين صدام حسين.. وكان نائبا حينها، وشاه ايران، العام 1976؛ فتخلى الملا مصطفى مرة اخرى عن رجاله فارا ينجو بعائلته الشخصية. 

واليوم يدفع مسعود بالمجتمع الكردي من حافة الهاوية الى التلاشي اللانهائي في الفراغ بددا، نحو التهلكة، خاسرين كل ما تحقق، ولن يعود كردي لما كان عليه من رفاه بعد استفتاء مسعود ومباهلته بالانفصال.. تلويحا غير قادر على بلورته.. ولو اقتدر فسوف يجر على كردستان انهار دم وعيون بكاء، تغمر الوديان وتداهم قمم الجبال باغراقها. 

لكن احيي الاتحاد الوطني وعائلة جلال الطلباني ونجله بافل والمناضلة هيرو ابراهيم احمد والنائبة الشجاعة آلا الطالباني تضامنوا مع "حركة التغيير – كوران" متصدين لفكرة الانفصال ولجؤوا الى لغة العقل.. فتحية الى النائبة التي صنعت بطولة بوقوفها جبلا شامخا بوجه طغيان البارزاني سروة عبد الواحد.. تحية للسليمانية التي تحدت طغيان مسعود واجهزته القمعية، التي لم تتوانَ عن القتل بدم بارد.. ورحم الله الصحفي سردشت عثمان، الذي وجد مقتولا في اليوم التالي ردا على ما كتبه ضد مسعود، فتلك بمجموعها جرائم كافية لتعليق مسعود واركان طغيانه، بحبل المشنقة الذي اعدم صدام واتباعه به. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك