المقالات

فشل الاستفتاء! هل ستنجح الدولة

2224 2017-09-29

د. آمال سويدان 

أوهم مسعود برزاني الكرد، بإيجابيات متخيلة ولم يبصرهم بالسلبيات الواقعية المؤكدة.. ميدانيا، إذا إنفصل إقليم كردستان عن العراق مستحيلا الى دولة مستحيلة! كردستان دولة مستحيلة لأنها بلا منفذ طبيعي؛ لذلك سيتعذر عليها التواصل تجاريا مع العالم، ومن حولها دول قوية تعمل على تقويضها. 

هذا ما لا يعرفه المواطن؛ لأن مسعود البرزاني.. رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته منذ ثلاث سنوات، أغرى الكرد بالايجابيات الموهومة ولم يثقفهم بالسلبيات المؤكدة، على ارض الواقع الميداني. 

بدء باستفتاء "فطير" غير مستند الى اية مقومات داخلية او خارجية او دستورية.. استفتاء موهوم لدولة في الخيال؛ لان المعطيات كافة تشير الى انهيار الدولة الكردية قبل نشوئها، الذي يبعث على التساؤل: أية حياة ستدب في جنين أجهض من الرحم قبل إكتماله!؟ بل هو نطفة غير قابل للنضج! 

البرزاني يعرض شباب العراق للموت في حرب اهلية طاحنة.. لا تبقي ولا تذر، ويبدد إقتصاد البلد، من اجل نزوة راودته في خلجات النفس الأمارة بالسوء؛ ضعفا امام مغريات المال والجاه؛ بغية ان يسجل في صفحة مهترئة من التاريخ، ان مؤسس ورئيس اول دولة كردية هو مسعود البرزاني. 

ثمة اشكالات ينوء بها إقليم كردستان، ومنها العجز المالي، هل سيحلها الانفصال بعصا سحرية، أم سيكون وسيلة للالتفاف على الديمقراطية في الدولة الوليدة؛ وذلك بمكوث مسعود او عائلته، ملوكا عليها، وبهذا يبرر السنوات الثلاث التي مضت رئيسا متفرد بالسلطة.. على طريقة صدام، من دون إنتخابات. 

انه انفصال شبيه بتيه اليهود في سيناء، عندما سرقت ربة البيت طنجرة جارتها وذهبها هاربة من تلك العلاقة الوشيجة، بين العائلة المصرية وجارتها اليهودية؛ لذا اتوقع للكرد تيها لا نهائيا، بين الجبال القفر، الممتدة وسط حصار ايراني تركي سوري عراقي، يستنفد خلاله الكرد مدخراتهم و"لنبلونكم بشيء من الخوف والفزع ونقص من الاموال والانفس والثمرات". 

لماذا؟ لماذا يتعرض الكرد لمغبة الحرب.. حرب أهلية، ربما تشترك فيها اطراف ايرانية وتركية، ربما... لكن المؤكد هو الحصار الذي لا موجب له الا بقدر الموجبات التي سوغ بها الطاغية المقبور صدام حسين لنفسه غزو دولة الكويت، في خطوة هوجاء جرّت على شعب العراق حصارا أرمض العظم وأمات الزرع والضرع، وادى بنفسه الى سقوط من عرش السلطة الى الجحر الذي اخرجوه منه الى المشنقة. 

الكرد الذين يغامر مسعود بهم، هل يعرفون ما هي الدولة وكيف تختلف عن وضعهم الحالي؟ لأنهم ولمئات السنين يعيشون في دولة حكمها عرب وكرد وأتراك وايرانيين، وهم منذ العام 1921، يعيشون في دولة حديثة ذات سيادة معترف بها دوليا، دولة لعبت بها الشخصيات الكردية أدوارا مهمة ورئيسية. 

هل يريد أن يحدد الأرض التي يسكنها عبر العصور؟ ماذا يهم الناس في الأرض والحدود؟ انها مهمة للسياسيين فقط كي يسموا أنفسهم رؤوساء و قادة؛ فمن الضروري أن يشرح المختصون أدق تفاصيل الدولة محور النقاش.. ما هي مميزاتها؟ وما عيوبها؟ ومقدار ميزانيتها؟ وما خططها الاستراتيجية للتنمية والتعليم.. الرعاية الصحية والاجتماعية.. الزراعة والصناعة. 

أليست دولة مستقبل الشعب الكردي، أيعقل أن تكون فيها مشكلات معادة و مكررة تعاني منها الدول الحالية؟ السياسيون الكرد يدافعون عن حق الشعب الكردي في تقرير المصير، شيء رائع و ممتاز، لكن من منا كشعب عراقي عربا و كردا يجد نفسه قادرا على تقريرمصيره؟ ماذا يعني لي مصيري؟ حدود على الأرض تبعد عني مئات أو الاف الكيلومترات يموت بسببها الاف الشباب،... هل ستضمن للشعب الكردي حلولا لمشاكله و انهاءً لمعاناته؟ أم ستوقعه في ما وقعنا فيه منذ 2003.. دولة ضعيفة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وقوية جدا في الفساد المالي والاداري ودستور لم يضمن حقوق الانسان ومؤسسات دستورية لم تقر القوانين الأساسية والمهمة التي تضمن الحياة الكريمة للشعب. 

يقول السياسيون الكرد من جملة ما يقولون حق قومي، أليس في كل دول العالم قوميات متعددة؟ ما الضير في تعايش القوميات سلميا، في وطن واحد.. أكبر وأجمل وأكثر تنوعا.. الكرد كشعب محترمون جدا يصفهم اخوانهم العرب بالشرف والصدق والأمانة والاخلاص والالتزام بكلمتهم ولم أسمع يوما كلمة سوء بحقهم لأنهم فعلا شرفاء، الكرد مدرسون ومدرسات أساتذة وأستاذات علمونا اللغات والرياضيات والطب بمنتهى الروعة والكفاءة، انهم علماء في الدين وفي اللغة العربية ومنهم الشعراء الذين كتبوا أروع القصائد العربية.. دورهم الايجابي في الحياة يريد تحجيمه السياسيون. 

الاعلام لم يتحدث قط عن الشعب الكردي بل عن السياسين الكرد فقط ولم يستضف مواطنا عربيا أو كرديا للحديث عن قضية الاستفتاء الجاري حاليا تهيئة للانفصال، واقتصرت اللقاءات على السياسيين من كلا الطرفين. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك