المقالات

اين ثالثنا لفلسفتنا واقتصادنا ؟!!

1769 15:33:00 2007-12-09

بقلم :سامي جواد كاظم

المفكر كلمة لا يمكن لها ان تتصف بشخصية معينة ما لم يكن لهذه الشخصية اثر فكري يهز ما توجد من افكار نقيضة لهذا الاثر . يعد المفكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر مفكر نموذج من النوادر التي انجبتها الساحة الاسلامية عامة والعراقية خاصة ، وجاء اثره فعالا وقويا في حينها ضد الافكار الالحادية وبوجه خاص الاشتراكية والراسمالية فكان كتابيه العملاقين ( فلسفتنا واقتصادنا ) والذي القم فم كل من يتبجح بقصر المفاهيم الاسلامية لضرورات الحياة وتطورها القمها بحجر ولعل عجزها من الرد هو الدليل الاول والدليل الثاني هو ان هذا الكتاب لا تمنعه ولا سوق اسلامية بما فيها الاسواق الوهابية ، يذكر السيد الشهيد قدس سره الشريف انه عندما كان يؤدي الحج في مكة وجد كتابيه فلسفتنا واقتصادنا في المكتبات هنالك وعندما سال عن سعره تعجب غلوه فقال لصاحب المكتبة لماذا هذا الكتاب غالي وعن ماذا يدور؟ فقال صاحب المكتبة انه كتاب زين ومؤلفه زين .اذن السيد محمد باقر الصدر مفكر من الطراز الفريد وطالما انه مفكر فنجد فكره وانامله وقلمه في صراع مع الزمن ، ولايهدر دقيقة من يومه الا ولها حصة من فكره المشغول على الدوام .

وبما ان الانسان هو الشغل الشاغل لكل القوى والافكار الموجودة على ارض المعمورة قهنالك من يبني وهنالك من يهدم ، وفعلا ظهرت افكار هدامة للانسان والانسانية منتقصة التعاليم الاسلامية فكان لفكر السيد الشهيد صولة وجولة مشهود لها في طمر هذه الافكار السلبية .كثيرا ما تتلاطم افكار فلسفية في فكر المسلم القليل الادراك وقد يعتقد ولو لوهلة ان الفلسفة الاسلامية اصبحت قاصرة في ظل ما يعيشه الفرد المسلم من مستجدات العصر ، واذا بالسيد الشهيد يفجر صاروخه الاول وهو كتاب فلسفتنا .

ثم عاد الكرة الملحدون وهذه المرة في المجال الاقتصادي وما ان طفح مستوى الفقر على البشرية تحت مظلة الشيوعية والاشتراكية حتى نزل السيد الشهيد ارض الصراع وكانت له الغلبة بالقاضية ( كتاب اقتصادنا ) .واخر ما كان شغله الشاغل هو كيفية خلق مجتمع فقيه ، فانصب فكره وتركيزه كل ما هو له علاقة بالحياة اليومية للانسان من عادات وتصرفات واخلاقيات .

كثير جدا من الكتاب العرب ومن غير الملة كتبوا عنه واخص بالذكر الكاتب المسيحي شبلي الملاط في كتابه المخصص عن فكر السيد الشهيد ( تجديد الفقه الاسلامي ) والذي ابدى اعجابه في فكر الشهيد وما يحمل من افكار رائعة عن الفكر الاسلامي وكيفية حلول المستعصي على المجتمع اليوم ، ومن ضمن ما ذكره في كتابه قال ( لا تستبعدون ظهور كتب من تاليف السيد محمد باقر الصدر بعد وفاته فله مخطوطات كثيرة تركها ولم تطبع بسبب الظرف المحيط به انذاك قبل اعدامه ) ، وهذا امر ليس بالمستبعد علما ومنطقا وواقعا فهنالك الكثير من الكتب التي صدرت لمؤلفين بعد وفاتهم على سبيل المثال لا الحصر مثلا كتاب معركة الجمل للشيخ المفيد تم طبعه بعد وفاته بقرون كتاب صحيح البخاري للبخاري تم طبعه بعد وفاته بمئتي عام ، تكملة تفسير القران للسيد السبزواري (قدس ) ، وغيرها الكثير الكثير .وكل مفكر يبقى دائم التفكير والكتابة كما اسلفت ، السيد السبزواري كان يكتب حتى على علبة السكائر اذا ما اتته فكرة معينة حول تفسير القران .

والكاتب الاخر الذي كتب عن السيد الشهيد هو المستبصر صائب عبد الحميد حيث اصدر كتاب بعنوان ( محمد باقر الصدر تكامل المشروع الفكري والحضاري ) يقول عنه ( الفقيه المبدع الذي عاش للمجتمع واعطاه دمه وروحه وعاش الشريعة ووعاها وتذوقها سيدخل الفقه افقا جديدا هو في غاية الاهمية اطلق عليه ( الفهم الاجتماعي للنص )). من هذا يريد القول ان لابد للفرد من فهم الاسس والنصوص التي ترتكز عليها المسائل الابتلائية التي يبتلى بها الفرد والتي تحتم عليه معرفتها من غير الانتظار والرجوع الى الفقيه والمسائل الابتلائية هي مثل الوضوء والصلاة والصوم التي تمر على المكلف يوميا هذا بالاضافة الى امور اخرى كانت موجودة ومتغلغلة في العلاقات الاجتماعية ومن هنا انبرى السيد الشهيد الى تكملة مشروعه بكتاب ثالث هو مجتمعنا حيث يقول السيد الشهيد عن ذلك (( ان مجتمعنا لا يسمح يمجتمعنا )) أي ان المستوى العام للمجتمع لا يسع ما يحوي كتابه المخطوط مجتمعنا .اخيرا وصلت الى ما ابغي من هذا يعني ان هذا المشروع كان موجود وولد من فكر السيد الشهيد لكنه لم يرى النور الى فضاء القراءة ، هنا نسال اين ثالثنا لفلسفتنا واقتصادنا ؟!! اعتقد الاجابة موجودة ولندعها الى ظرف يسمح لها بالظهور .

بقلم : سامي جواد كاظم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حتى نوثق وندون
2007-12-10
كنت مرة اترجم لي بعض الوثائق عند احد الاشخاص الاوربيون وهو عالم ديني في سنة الثمانينات وهذا الشخص عرف اني عراقي وقال لي كيف عملتوا هذا بقتل الشهيد محمد باقر الصدر في العراق فهذا انسان عالم ومفكر وسبق لي ان جلست معة مرتين فتكلمت لة عن النضام المجرم وجرائمة و كيف يقتل العلماء
حيدر العراقي
2007-12-09
اخي الكريم ابو منتظر جزاك الله خيرا على تعليقك الكريم رحم الله السيد الشهيد الذي صنع لنا من نفسه الطاهرة نبراساً، ولكننا لا نخاف ولن نخاف من البعثيين الجبناء، ولكن الخوف ممن هم (منا وبينا) ولكنهم أسوأ علينا من أعادينا، ويحاولون ان يطفئوا نور الشهيد الصدر وهم يتسترون بإسمه الكريم- ولكن هيهات هيهات
د.علاء الزهيري
2007-12-09
وهو بحق مشروع وانجاز فكري هائل يبرز عظمة أهل البيت عليهم السلام ويجب أن يترجم الى عدة لغات ويأخذ مكانه الطبيعي الى جانب فلسفتنا واقتصادنا وأمثالها من انجازات الفكر الشيعي.. أتصور أيضا أن هذا الكتاب لابد أن يتخذ منهجا لتدريسه للجيل الجديد من الشباب في المساجد والدورات الدينية ولكن بعد شرحه واعادة كتابته بصورة مبسطة لتناسب مستوى فهم الشبان اليانعين الذين هم عماد تلك الدورات أما الكتاب بوضعه الرائع الحالي فيناسب المثقفين والمختصين كشأن فلسفتنا واقتصادنا .
د.علاء الزهيري
2007-12-09
الاستاذ العزيز .. كنت مثلك أتساءل دائما ن ذلك العنوان (مجتمعنا) ولكني وجدت هذا الفكر المفقود في أروع صورة في انجاز فكري نادر للشهيد الحكيم وهو (دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة) اذ أنه منهج كامل لبناء المجتمع الصالح أوضح فيه الشهيد المنظومة القيمية والخطوات والعملية التي وضعها اهل البيت لبناء جماعتهم الصالحة . والسيد كتبه بالاسلوب التأصيلي وليس الفلسفي الذي اعتاد عليه الشهيد الصدر .. أعتقد أن هذا الكتاب انجاز هائل من منجزات الفكر الشيعي خطه هذا الراحل العظيم محمد باقر الحكيم وهو بحق يجب
*أبو منتظر*
2007-12-09
رحم الله السيد الشهيد أبا جعفر لانعلم هل ترك لنا شيئاً لم يطبع وان الجواب نعم فأين هي هذه الكتب هل اتلفها البعثيون عندما اعتقلوا السيد الشهيد ولا نعلم هل المستقبل سيقدم لنا شخصية فذة كشخصية السيد الشهيد ليكما ما بدئه برحيلك فقدنا الكثير ياسيدي ويامنبراً سيبقى ينير درب الحق في وقتنا هذا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك